الحياة بلا حب.. ولا صدق لا معنى لها!

عبد الله باجبير


الأكاذيب البيضاء التي لا يعدها صاحبها شيئًا ذميمًا، قد تتسبب في إحداث جدار عازل يفصله ويعزله عن الآخرين، وهذه الأكاذيب البيضاء تخفي جزءًا مهمًّا لدى المتحدث يحاول دائمًا منع الآخرين عن رؤيته، وقد تمر بسلام في معظم العلاقات، لكنها لا يمكن أن تمر بهذه الطريقة بين الزوجين.

في الزواج المثالي أو السليم يرغب كلٌّ من الزوج والزوجة الكشف عما بداخلهما بصدق وأمانة، كما يرغبان بالكشف عن التفاصيل في داخل كل منهما، ولأن اتصاف الزوجين بالأمانة والصدق يخلق بينهما المودة والقرب؛ فإن من الأزواج من لا يُجيد مثل هذا الكشف عما بداخل نفسه.

قد تكون الأمانة قاسية وشديدة الصعوبة على البعض، لكنها مهمة وضرورية إذا أردنا إقامة علاقة حميمة مع آخر.. وعلى الرغم من اعتقاد الكثيرين بأن الحقيقة تجرح فإن جوليا وكيني لوجتر في كتابهما (حياة لا يمكن تصورها) يؤكدان أن الحقيقة تشفي من الأمراض التي تعاني منها العلاقات الزوجية.

إذا كان الاعتقاد الشائع يرى أنَّ قول الحق يظهر الإنسان قاسيًا وغير عطوف؛ الأمر الذي يتسبب في صعوبة الحصول على شيء يريده في الحياة ويصبح بغير صاحب أو صديق، فإن في كتاب (حياة لا يمكن تصورها) نجد أن قول الحق يفصل الإنسان عن أكاذيبه وعن صورته المحددة والمرتبكة التي يريد أن يظهر بها أمام من يكذب عليهم، أيضًا يؤكد مؤلفا الكتاب أنه لا يمكن بسهولة الاختلاف مع منْ يقول إنَّ الحقيقة أحيانًا تؤلم، وإن كانت لا تجرح الجرح الذي يحدثه الكذب أو قول نصف الحقيقة.

من جانب آخر قد يجد الإنسان الصادق الذي لا يقول غير الصدق والحق نفسه وحيدًا، لكن في الوقت نفسه فإن منْ يسكت عن قول الحقيقة، فإنه بذلك يحد من قدرته على الحب الحقيقي، وبالتالي يحد من قدرته على حب الحياة والاستمتاع بأجمل ما فيها، ينتهي الكتاب إلى القول إنَّ حياة بغير صدق وأمانة وبغير قول الحقيقة لا يمكن تصورها، لأن الأمانة وقول الحق يجعلان الإنسان حرًّا وقويًّا، ويجعلانه يحب بعمق وعلى أساس سليم، أما أولئك الذين يقولون أنصاف الحقائق فالحب عندهم لا أساس له، وعلاقاتهم تصبح عرضة للخلافات التي تؤدي في النهاية إلى القطيعة.

 

أشياء أخرى:

«يؤلمنا أكثر.. منْ نحبهم كثيرًا»