للأسف..أنت نكدية رغمًا عنك!

عبد الله باجبير


الزوجة النكدية هي التي تحيل حياة زوجها إلى جحيم، تتشاجر لأتفه الأسباب، ودائمة الشكوى والتذمر، وتشعر دائمًا أنها أتعس النساء، واتضح مؤخرًا أن لا يد لها في ما يحدث بينها وبين زوجها، وأن شعورها بالتذمر والعبوس والضيق يعد شيئًا خارجًا عن إرادتها، وملازمًا لها منذ مولدها.

قام الدكتور ديفيد زالد؛ أستاذ علم النفس بجامعة فلوريدا بإجراء دراسة على 89 سيدة، قيل عنهن إنهن نكديات، وقام بإخضاعهن لفحوص بالمخ باستخدام تقنية التصوير الطبعي، بالإضافة إلى تقرير مفصل عن حالاتهن المزاجية على مدى شهر كامل.

وأوضحت الدراسة أن النساء اللاتي يتعكر مزاجهن بالقدر الذي يجعلهن مائلات للنكد المتصل، لديهن نشاط زائد في جزء من المخ في حجم طابع البريد، يقع على بعد بوصة أو بوصتين خلف العين اليمنى مباشرة، وهذا الجزء مسؤول أيضًا عن كمية العرق، والحموضة، وإفراز الأدرينالين، وزيادة معدل ضربات القلب، وغيرها من الأحاسيس الجسمانية التي تتعلق بالتوتر، وتعكير صفو المزاج.

وأكدت الدراسة أن النساء اللاتي يعانين من تلف أو خلل في هذا الجزء من المخ، يفقدن قدرتهن على الشعور بالقلق والتوتر، أو الانفعال عند المواقف التي تتطلب ذلك، وانتهى الدكتور ديفيد زالد في دراسته إلى أنه من غير المفيد أن تطلب من الزوجات النكديات ألا يبتئسن، أو يتشاجرن، أو حتى تشجعهن على أن يسعدن؛ لأن أمخاخهن مصممة ليكن أكثر عبوسًا من الزوجات الأخريات؛ لأن ذلك الجزء الصغير بالمخ هو الذي يتحكم في ميول البعض إلى القلق، والغضب، والنكد.

والطريف أن البحث أكد أن هناك من الرجال من يماثلون النساء في وجود هذا الجزء الزائد ذي النشاط بالغ الذروة، وأصحابه هم من الأزواج النكديين الذين تئن الزوجات منهم ويصرخن: زوجي نكدي، تمامًا مثلما يصرخ الأزواج: زوجتي نكدية!

ويضيف الدكتور زالد أن نسبة 70 % من أسباب النكد يمكن للإنسان أن يسعى للتخلص منها بمحاولة زيادة إفراز مادتي السيروتونين في المخ؛ وذلك بممارسة عمل مشبع، أو رياضة مفيدة، وبتكوين علاقات اجتماعية وأسرية، والإحساس بالرضا عن النفس.

وهناك من الأزواج النكديين من يكون خائفًا وليس لديه ثقة في الآخرين، أو يريد فرض رأيه فيلجأ إلى تخويف شريك حياته بالنكد، ويمكن لمن يعاني من هذه المشكلة سواء كان الزوج أو الزوجة أن يناقش مع الطرف الآخر بصراحة أسباب هذه التصرفات النكدية، وأن يطلب منحه قدرًا من الحرية، لعمل ما يريده من دون اللجوء إلى النكد، وهذا يعطي إحساسًا بالتقدير وتفهم رغباته، كذلك فإن الحوار والمصارحة يدربان الأبناء على كيفية التعامل السليم مع وجود الخلافات، وأن يحاول كل طرف مع الآخر أكثر من مرة؛ حتى يتخلص من هذه المشكلة، لكن إذا استمر إصرار الشخص على التمسك بهذا الأسلوب النكدي فإن هذا يدخله في دائرة المرض النفسي.

أشياء أخرى:

«كثيرون بلا أعداء، لكن أصدقاءهم يكرهونهم»