على الرغم من الأنباء التي تتصدر الصفحات الأولى من الصحف الأميركية وتشير إلى أن النساء الأميركيات يتمتعن بتقدم ظاهر، ونجاح محسوس في بعض المناطق، ويشكّلن تقريبًا نصف قوة العمل في الولايات المتحدة الأميركية (46% بحسب جهاز التعداد الأميركي في أغسطس 2007)، كما يشكلن الأغلبية في أعداد الطلاب الجامعيين في البلدان الصناعية في العالم (%57 في الولايات المتحدة، %44 في الصين،%54 في هونغ كونغ)، إلا أن هناك فجوة متنامية بين النساء والرجال في الولايات المتحدة، فمن بين النساء في الولايات المتحدة اللاتي تتراوح أعمارهن بين 25 ـ 34 سنة، %33 منهن أكملن الدراسة الجامعية بالمقارنة مع %29 من الرجال.
ومثل هذا الفرق الملموس في معدلات التخرج في الكليات الجامعية، له من الأثر التراكمي ما يشكل زيادة من النساء أكبر من الرجال في الوظائف والمراكز الإدارية في المستوى المتوسط، مما يخلق تدفقًا في «خط الأنابيب» الجاهز للإمداد بالتقدم إلى الوظائف والمراكز على قمة المستوى التنفيذي.
لكن على عكس هذه الأنباء الطيبة التي في صالح النساء، هناك أنباء أخرى غير طيبة بشأنهن، فعلى الرغم من نجاح النساء في التعليم وعلى مستوى الإدارة الوسطى، فإن القليل منهن مَن يتقلّدن وظائف عليا في عالم المؤسسات، وفي هذا السياق تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن النساء في الولايات المتحدة شغلن أكثر من %50 من المراكز الوظيفية الإدارية، لكن %2 فقط من المديرين التنفيذيين من النساء.
وفي تقرير نشر بصحفية الفاينانشيال تايمز، أشار إلى أن %8.2 من المديرين التنفيذيين في 250 شركة مدرجة على القائمة الصحفية من النساء، وإلى أن %3 فقط من مشروعات الاتحاد الأوروبي تحتل النساء قمة الإدارة التنفيذية بها.
وتوضح الباحثة، فاني شوبنج، أنه من المتوقع أن النسبة الضئيلة من المديرات التنفيذيات في المستوى الأعلى، نصفهن ليس لهن أطفال، ووفقًا لتقرير نشره مكتب التعداد الأميركي، فإن المرأة كلما اكتسبت تفردًا أكثر في عملها، يقل احتمال أن يكون لها أطفال على الإطلاق.
وفي السياق نفسه، أُجري تحليل استكشاف مكثف للنجاح الأكاديمي للنســاء ممن لديهـن أطفـال، أظهــر أن الثلث فقط من النساء اللواتي بدأن وظائفهن في الجامعات البحثية دون أن يكون لديهن أطفال قبلها، قد أصبحن أمهات، ومن بين هؤلاء النساء ممن حصلن على مناصب، من المحتمل أن يبقين بمفردهن 12 سنة بعد أن يحصلن على الدكتوراه، بمعدل أكبر مرتين من نظرائهن من الرجال.
وقد أظهرت دراسة لمؤسسة ماكينزي وشركاه في عام 2007، عن المديرين على المستوى المتوسط والأعلى في كل العالم، أن %54 من النساء كن من دون أطفال مقارنة بـ%29 للرجال، وأن %33 من النساء المديرات كن عازبات مقارنة بـ%18 للرجال.
كما أظهرت دراسة أميركية أخرى، أن نسبة %49 من النساء اللواتي يحصلن على أعلى أجر ممن تتراوح أعمارهن بين 41 إلى 55 سنة، ويحصلن على أكثر من مائة ألف دولار في السنة، ليس لديهن أطفال، بالمقارنة مع %19 من الرجال.. فهل الفلوس أهم أم الأولاد؟
أشياء أخرى: «عدد أكبر من الأصدقاء.. عدد أكبر من ناكري الجميل»
