جاسوس في البيت!

عبد الله باجبير

 

عندما تظهر علامات الخيانة الزوجية في الأفق، تبدأ الاستعدادات في المنزل لاستقبال يوم مطير وعاصف.. ولأنه عند هبوب العاصفة يفزع المرء إلى أي مرفأ، لذلك تتسبب الأزمات في أن يلتمس الإنسان الخلاص والنجاة في أي طريق وبأي وسيلة، ولذلك عند أول ظهور لعلامات الخيانة الزوجية، يجد بعض الأزواج مهنة لهم هي مهنة التجسس على الزوج الخائن أو الزوجة الخائنة.

والزوجة التي تعتقد أن هناك علامات ومؤشرات تدل على خيانة زوجها لها، تكون لديها أسباب تجعلها تقوم بالتجسس عليه، أول تلك الأسباب هي رغبتها في استعادة ثقتها في نفسها؛ لأنها عندما لاحظت وجود بعض الأشياء الغريبة في سلوك زوجها وتصرفاته، وصرحت له بتلك الشكوك، قوبلت شكوكها بالرفض والإنكار التام من زوجها، وعندئذ تضطر الزوجة إلى أن تذيب إحساسها وعقلها ومنطقها، الأمر الذي يخلق صراعًا شديدًا في داخل نفسها، لعلمها بوجود جزء في داخلها لا يكذب أبدا، ومن ثم فإن التجسس في هذه الحالة يعد علاجًا للزوجة التي تريد أن تستعيد ثقتها في مشاعرها مرة أخرى.

السبب الثاني الذي يدفع الزوجة إلى القيام بالتجسس على زوجها، هو شعورها بأن ذلك سيعيد إليها زوجها الذي ظل يبتعد عنها حتى أصبح غريبًا عنها، أيضًا ًيمكن أن يكون التجسس على الزوج الخائن محاولة صادقة من الزوجة لإنقاذ زواجها ولاستعادة زوجها؛ لأن الزوجة تعلم جيدًا أنه من الصعب عليها الحفاظ على سلامة عقلها في ظل وجود شكوك من دون أن تتوصل إلى حقيقة هذه الشكوك، وأن تتعامل معها وتتحرر منها.

إذا كان من المفيد ألا يشغل المرء نفسه بالأزمة أو المشكلة قبل حدوثها، فإن ظهور علامات تدل على الخيانة الزوجية، أمر ينذر بحدوث انهيار في العلاقة الزوجية، ومن ثم يتوجّب الإسراع بكشف التصدعات والتشققات في العلاقة الزوجية ولمحاولة إصلاحها قبل حدوث خسائر جسيمة.

على الرغم من أن أهداف هذا النوع من التجسس مقبولة، إلا أنه يقابل من جانب الزوج بعنف وغضب شديدين،وأول ما يقوله الزوج في غضب عندما يعلم بتجسس زوجته عليه: كيف تجرئين على فعل هذا؟ كيف تكون هناك ثقة في علاقتنا وأنت تقومين بهذه الأفعال؟ كيف أحب وأحترم من يفعل أشياء مثل هذه؟

لكن مع كل ذلك، فإنه إذا رأت الزوجة بوضوح علامات وأدلة تدل على خيانة زوجها، وإذا شعرت بأن علاقته بالمرأة الأخرى تغزو الزواج وتعتدي على حدوده الآمنة، فإن التجسس على زوجها يعد محاولة للبحث عن الحقيقة، ولتخفيف آلام الخداع، لأن الحقيقة تكون دائمًا الأساس الذي يُبنى عليه العلاج.

الحياة الزوجية هي بالفعل أزمة حقيقية، وكما يقول الكاتب الإنجليزي وليم جيلبرت، في إحدى مسرحياته، إن كل أزمة تنطوي على بوادر الانفراج، وإن معرفة الحقيقة الكاملة تضمن زوال الأزمة وانفراجها.

وينصح أساتذة طب الزواج والعائلة المرأة دومًا بأنها يتعين عليها المحافظة على ألا يقع زوجها في شباك علاقة مع امرأة أخرى، ولأنها يتعين عليها قبل ذلك أن تحدد إلى أي نوع من الأزواج ينتمي زوجها، هل هو من النوع الذي يعيش لإشباع نفسه فقط؟ هل يجري وراء غرائزه محاولاً إشباع رغباته بكل الطرق والوسائل؟ فإذا كان الزوج من هذا النوع فإنه للأسف لن تجدي نفعًا أي نصائح أو احتياطيات يمكن أن تعمل بها الزوجة، فلا شيء سوف يمنع زوجًا من هذا النوع من خيانتها؛ لأن مثل هذا النوع من الرجال خائن بطبعه، ولا شيء يمكن تغييره.

أما بالنسبة للرجل العادي الذي قد يضل ويشرد قليلاً، ثم يعود نادمًا إلى حياته الزوجية وإلى زوجته، فهناك بعض النصائح التي ينصح بها مستشارو الزواج لجعل العلاقة الزوجية محصَّنة ضد العلاقات الأخرى الدخيلة، منها أن تحرص الزوجة على تخصيص وقت يقضيانه بمفردهما للمتعة، وأن تطرد الروتين من حياتهما، وأن تتجنب الزوجة نقد زوجها وتحرص على إبراز نقاط القوة والنجاح فيه وعلى إشباع حاجة زوجها للشعور بأنه لا يزال شابًا.

 

أشياء أخرى:

«الحكمة: فن معرفة الاستغناء عن الآخرين»