«حافظي على شريك حياتك»

عبد الله باجبير

في حياتنا المعاصرة المعقدة يصبح عثور الفتاة على شريك الحياة المناسب والملائم، الذي يحوز حبها وتقديرها أمرًا بالغ الصعوبة.. أما الأمر الصعب بالفعل، الذي يندر أن يتحقق، فهو أن تتمكن الفتاة التي عثرت على شريك حياتها المثالي، الذي توجد فيه كل الصفات التي تطلبها، من الحفاظ عليه وعلى الحياة الهادئة معه.

أجرى الاتحاد الأميركي للدراسات النفسية أخيرًا دراسة للوسائل المختلفة التي يتبعها الرجل أو المرأة للمحافظة على شريك الحياة، وهي الوسائل التي تختلف وتتباين بشدة من امرأة إلى أخرى، ومن رجل إلى آخر، وهي الوسائل التي قد تبدأ بقيام أحد طرفي الحياة الزوجية بمراقبة الطرف الآخر مرورًا بتتبع تصرفاته وسلوكياته، وانتهاء بتهديده باستخدام الشدة والعنف.

أشارت الدراسة إلى الطرق التي يلجأ إليها الرجل والمرأة للسيطرة على شريك الحياة، بدءًا بالاتصال به في أوقات متباينة، وغير متوقعة لمعرفة ما يفعله شريك حياته، ولمعرفة إلى من يتحدث.

قال دافيد باس، المحلل النفسي، إن الدراسة التي أجريت على 214 زوجًا لاكتشاف الوسائل التي يلجأ إليها الأزواج والزوجات للحفاظ على شريك الحياة وضمان الاستمرار، توصلت إلى أن الرجال أكدوا أن النجاح في العمل، والوضع الاجتماعي، والاقتصادي الرغد من أهم وسائل الحفاظ على ولاء شريك الحياة، بينما أكدت النساء من جهة أخرى أن حفاظهن على المظهر اللائق، وعلى تألقهن يساعد كثيرًا في احتفاظهن بشريك الحياة، كما توصلت الدراسة إلى أنه كلما كانت المرأة صغيرة السن، وأكثر جمالا، بذل الرجل جهدًا أكبر، وتضحيات أكثر من أجل الحفاظ على حياته معها.

وإذا كانت الدراسة أشارت كذلك إلى أن مظهر الزوج، وازدياد اهتمامه به يساهم في رضا الزوجة عن حياتها معه واستمرارها، فإن الدراسة ألمحت إلى أن وجود دخل خاص، وثابت للمرأة ليس له علاقة تذكر بحرص الرجل على استمرار علاقته بالمرأة.

أما الشيء الذي أكدته الدراسة، وعبر عنه معظم الأزواج والزوجات المشاركين فيها، فهو أن المرأة في العادة لا تبذل جهدًا كبيرًا في الحفاظ على زوجها واستمرار حياتها معه إذا تكررت خيانته لها.

أعتقد أن هناك عنصرًا، أو أكثر من عنصر ينقص هذه الدراسة المهمة.. والعنصر الرئيسي في اعتقادي هو بث، أو بعث الثقة في نفس شريك الحياة.. فالثقة تمنح النفس الاستقرار والرضا.. وهي تتأكد بالأقوال

والأفعال معًا.. العنصر الثاني هو اهتمام كل طرف بالطرف الآخر. أن يكون مهتمًا براحته، وصحته، وعمله.. فالإنسان تأسره العناية.. العنصر الثالث هو التفاهم، وهو يأتي بالحوار حول المسائل المشتركة.

إن هذا كله، بما في ذلك ما وصلت إليه هذه الدراسة، يؤدي إلى التماسك الأسري، والتماسك معناه البقاء معًا.. وقد أسمع من القارئات العزيزات والقراء الأعزاء آراء أخرى.

أشياء أخرى:

«بعد الزواج لا وقت للندم»