الفلفل والشطة في العلاقات الزوجية!

عبد الله باجبير


دائما ما تحتاج العلاقات الزوجية من وقت إلى آخر إلى نوع من الشحن العاطفي، وذلك للتغلب على مشاعر الملل والرتابة التي تُصيب الزوج والزوجة، وهذا الشحن العاطفي المطلوب للقضاء على الملل الذي يشعر به طرفا العلاقة الزوجية، إما أن يكون على هيئة ضخِّ المزيد من العاطفة على نحو إيجابي من كلا الزوجين، وإما أن يساعد شكل المشاجرات، التي تقضي على مشاعر الملل التي يستشعرها كلّ من الزوجين، على استعادة العواطف القديمة من جديد.

تؤكد دراسة حديثة أجرتها جامعة واشنطن، أن هناك بعض الأزواج الذين يحتاجون إلى المزيد من التدليل من جانب الزوجات، بل ينتظر هؤلاء الأزواج من زوجاتهم أن يقمن بدور أقرب إلى دور الأم منه إلى دور الزوجة، لذلك تنصح الدراسة الزوجة بضرورة ألا تتخذ موقفًا سلبيًّا إزاء الملل الذي يخيم على الحياة الزوجية، وألا تستسلم لرتابة الحياة الزوجية، وأن تبتعد تمامًا عند النقاش مع زوجها عن التحدث بكلمات جارحة، بل عليها أن تخفف من حدة الملل بنقاش هادئ محمّل بكلمات تمتدح فيها الصفات التي يتمتع بها زوجها والتي جعلتها تقبل به زوجًا.

توضح الدراسة أن الثقة المتبادلة بين الزوجين هي العامل الرئيسي الذي يساعد على استمرار الحياة الزوجية السعيدة، وأنه في بعض الأحيان تحتاج حياتهما إلى شيء من الشجار غير الجارح الذي يعطي للحياة الزوجية النكهة الطيبة والمذاق المتجدد.. مثل الفلفل والشطة على الطعام.

وتوصل الباحثون القائمون على الدراسة إلى أن أحد طرفي العلاقة الزوجية يشعر بالسعادة في علاقته مع الطرف الآخر عندما يناقشه الرأي والحجة حتى وإنْ خالف أحدهما رأي الآخر، طالما أن الرأي السديد في النهاية سيكون لصالح حياتهما الزوجية واستمرارها وسعادتها.

كذلك يؤكد الباحثون أن شعور أحد الزوجين بالدعم العاطفي من شريك حياته يساعدهما معًا في تحقيق طموحات كلٍّ منهما.

وأوضحت الدراسة التي شملت 117 زوجًا أن الذين حصلوا على درجات كبيرة من الدعم العاطفي، نجحوا في تحقيق طموحاتهم، وأظهروا كثيرًا من الرضا عن حياتهم الزوجية، مقارنة بغيرهم ممن لم يحصلوا على ذلك الدعم العاطفي ذي التأثير الجيد على الحياة الزوجية وعلى استمرارها، كما أوضحت الدراسة أيضًا أن الأزواج الذين تآلفت رغباتهم من أجل تحقيق أهداف مشتركة تخص مستقبل حياتهم الزوجية مثل شراء منزل جديد أو إنجاب طفل، عبَّروا عن رضا أكبر عن علاقاتهم الزوجية، خاصة إذا ما تبادل الزوجان النقاش الهادئ حول أي مشكلة واجهتهما وتوصلا إلى حلول مقبولة من كليهما.

من المهم أن يدرك الزوجان جيدًا أن العلاقة الزوجية السليمة هي علاقة متبادلة فيها أخذ وعطاء، وليس فيها تلك الأنانية البغيضة المثيرة للمشكلات والخلافات، وأن القليل من الشجار والاختلاف يصلح من علاقتهما الزوجية، ويكسبها مودة وحبًّا.

 

إن الأيام التي تمضي هادئة.. رتيبة.. تصبح بها الحياة مملة، والملل أعدى أعداء الحياة الزوجية.. وكثير جدًّا من الرسائل التي تصلني تتحدث عن الملل من الحياة الزوجية التي تمر أيامها متشابهة تقتل الروح وتسدّ النفس، إنها كما يقولون كطعام المستشفى.. صحي، لكنه بلا مذاق وبلا نكهة، أي بلا فلفل ولا ملح ولا شطة.. ومعركة بسيطة تنتهي بالصلح والاتفاق على فسحة أو غدوة هي خير مُنشط للحياة الزوجية، ودفع الدماء في شرايين العلاقة.. جرِّبي.