تجربة حب

عبد الله باجبير

أستاذي اسمح لي أن أكتب لك عن تجربة حب عشتها وانتهت كما ينتهي كل شيء.. أحيانًا نكتشف أننا فرطنا بحب حقيقي طالما انتظرناه وحلمنا به وتمنيناه.. أضعناه ولا ندري كيف انتهى؟ حب عظيم انتهى لسبب تافه.. لغياب لم توضح أسبابه.. لغضب لم  يستحق كل هذا الانفعال.. انتهى كل شيء وترك بالقلب جمرة متقدة تحرقنا كلما تذكرناه، كنا نحتاج لخطوة واحدة.. لنظرة واحدة ويذوب جليد الخلاف وكبرياء الحب، لكنه لم يفعل، لم يأت.. كان الحب العظيم بحاجة للعاطفة أكثر من العقل.. كان بحاجة إلى لحظة تأمل لما تفقده الروح.. كان بحاجة إلى نظرة إلى أعماق القلب إلى العقل أو المنطق، لكنه لم يفعل، لم يختر تلك اللحظة فانتهى كل شيء.. في لحظة كنت أنظر للحب كشيء خرافي مروِّع،  كنت أراه شيئًا أسطوريًّا لا يليق إلا بالمجانين.. إلى أن قابلته وغيَّر كل حياتي، وكأنه مارد أسطوري يحول كل شيء بلمسة يده إلى ذهب يلمع.. نظرة حب واحدة خلفت وراءها دمارًا شاملاً.. كلمة حنان واحدة.. وكأنني لم أسمع عن حنان الدنيا من قبل، تغير كل شيء به ولأجله، تحول الخوف إلى مغامرة والطيش إلى رومانسية.. والقلب الهادئ إلى شلال من الشوق.. علمني كيف أحب، معه عرفت كيف يكون الحب من الذات إلى الآخر، ومن الأنا إلى الكل، ومن الأخذ إلى العطاء.. علمني كيف أبتسم رغم حزن الدنيا؛ لأن لحظة لقاء الحبيب هي لحظة يمكن ألا تتكرر أبدًا.. علمني أن أرضى بالقليل من الحب؛ لأن الدنيا لا تعطي الحب والحبيب والوصل..  فلماذا نسيت أن تعلمني كيف أنساك حينما لا أستطيع أن أجدك؟ علمني كيف أنسى.. علمني الحب وهو الصعب.. وتركت لي النسيان وهو الأصعب.. الحبيب.. ظل مدرسة من الحنان على يديه عرفنا حنان الدنيا كلها.. كل شيء فيه ينبض بالحنان والدفء.. حتى أصبحنا نحاكيه ونتشابه.. أصبحنا معه ولأجله نطرب للحنان.. ونفكر بجنان ونلمس بجنان، ثم فجأة تركنا ورحل.. ونسي أن يعلمنا الوجه الآخر من المشاعر.. لم يخبرنا كيف نقسو على الجرح.. على الذات.. على الحنين.. على الحبيب حين يخطئ أو يغيب أو يرحل.. علمنا الحب ولم يعلمنا النسيان.. وكأنه يعلم أن الخير والحب والحنان.. عرفت حكايات ملئت آهات ودموعًا وأنينًا.. والعاشقون «دابوا ما تابوا».. وكنت أسمع وأقول (الحمد لله)، كنت أبتسم في هدوء وصمت.. كانت حياتي رتيبة، لكنها بلا ألم ودموع.. كانت حياتي هادئة بلا صمت أو إثارة.. كان قلبي لي وحدي، وكنت سعيدة لأنني أمتلك قلبي.

 أستــاذي هــذه حكايتي مع الحب والحبيب.. إنها تجربة شيقة وجميلة ومؤلمة وحزينة.. اختلطت كل المشاعر فيها ولست نادمة عليها؛ لأنني أحب كل ما هو مثير في حياتي.. والآن سعيدة باستعادة قلبي.

أصيلة

 

يا ست «أصيلة» «مبروك» أن خرجت من التجربة الساخنة من دون أن تصابي بجروح أو قروح أو حروق.. خرجت سليمة من تجربة تخرج منها أكثر البنات والسيدات حطامًا.. ويكتبن عن آلامهن ويأسهن.. أنت نجحت فيما فشل فيه الجميع، وقلبك ما زال مفتوحًا للحب.. يا سلام.. أنت سيدة استثنائية.. ومدرسة في الصمود والخروج من المأساة.

تحياتي

أشياء أخرى:

«وراء كل رجل ناجح امرأة تحاول الفوز بمنصبه»