على رأي الست فيروز.. ما في حدا

عبد الله باجبير

سيدي دعني أناديك بـ «أبي»، فقد اشتقت لهذه الكلمة حقًّا.. فقد توفي والدي منذ ثلاث سنوات.. أحببت شابًا يكبرني بسنتين، يعمل في إحدى الشركات الكبرى، طلبت من هذا الشاب أن يتقدم لخطبتي لأحمي نفسي من شر المفسدين من الأهل والأصدقاء.. وحفاظًا على حبنا، وأيضًا صونًا لنفسي، فأنا أحتاج الآن لرجل يقف إلى جانبي.. فأسرتي أصبحت مشتتة بعد وفاة والدي.

عمري الآن 23 سنة، أعول أسرتي مما ترك لنا والدي.. ولكنني فتاة وحيدة لا أعرف أين أذهب وماذا أفعل؟ والأهل لا رجاء منهم، فهم فقط يريدون أن يأخذوا كل ما نملك أنا وإخوتي وأمي الضعيفة.. أخي مازال بالمستشفى من بعد الحادث الذي ألَمّ بنا وبسببه توفي والدي، وأصيب أخي في رأسه وأختي بكسر في رجليها.. والحمد لله على كل حال، ساعدني هذا الشاب وأهله في كثير من الأمور، حتى أخته الكبرى جاءت وزارتني وواستني أنا وأهلي.

وبعد ما قاله عني عمي وأخوالي من كلام أخجل أن أذكره، أتساءل كيف يجرؤون بأن يتكلموا عني هكذا، وكأنني لست ابنتهم، حتى إنهم يتحدثون إلى العاملة أفضل مني!! كل هذا لأنه لم يعد لي أب.

ولأنني غير متزوجة، وإلى اليوم لم أجد وظيفة أساعد بها أهلي؟ أتساءل.. أين الأهل الذين يهتمون بنا؟ أين الخال الوالد؟ أين العم الذي يقوم بدور الأب؟ أين هؤلاء؟ أم تراهم وقت توزيع التركة يتواجدون!

أليس من حقي العيش؟ أم لأن والدي توفي انتهى أمري، ويجب أن أموت أنا أيضًا؟! أخبرته؛ لأنه فعلاً كان رجلاً وقتها، وأهله كانوا أحن عليَّ من أهلي، لماذا لا يخطبني  ولو بمجرد كلام فقط من أمي؟ قال لي: لن أتزوجك، ولن أعدك بشيء ما لم يكن عندي ما يكفي لأفتح به بيتًا! قلت: إن الشركة التي تعمل بها توفر لك هذا، ولا أطلب أنا الكثير، أريد فقط خاتمًا ومكالمة لأهلي ليثبت بذلك أنني شريفة وعندي رجل يساندني، وكان رده أن قال لي: لا أريد أن أعبث بأحلامك أو أخذلك، إن انتظرتني شكرًا لك، ولكني أخاف عليك.. فإن جاءك من ترضينه فاقبلي به.

عندما أبتعد عنه وأذهب لأعيش حياتي يعود إليَّ.. عندما أريد الهرب منه والبحث عن حياتي يقول لي: أريدك ولا أريد غيرك.. وعندما أطالبه بأن يأتي يبدأ بالتعلل، وبتطويل الوقت، ويقول: انتظري قليلاً، قريبًا الله يفرجها!

لقد احترت يا سيدي.. ماذا أفعل؟ هل أتزوج أي إنسان لأنه ثري فقط، وأساعد نفسي وأهلي وأفتدي نفسي من أجل أن يعيش أهلي.. وأن يعلم الناس أن هناك رجلاً معنا؟ أم أن الحياة يمكن أن تستمر حتى وأبي غير موجود؟ هل هذا الشاب صادق

يا سيدي.. أم أنه يتلاعب بي؟ لقد تعبت وأحس أني ضعت، لا أجد نفسي، ولا أرى أي شيء يشعرني بالحياة.. وشكرًا..

 ابنتك- دلال

 

أهلاً ومرحبًا يا ابنتي.. وأقول لكِ إن الإنسان القوي لا ينتظر من أحد المساعدة.. لا العم ولا الخال ولا بقية الأهل في جميع الأحوال.

أعرف سيدات أرامل توفي أزواجهن وهن صغيرات السن، فرفضن الزواج الثاني للتفرغ لتربية الأبناء.. نساء قويات، وفي سن صغيرة، ولكن كان الأبناء أهم من زوج قد يسيء معاملتهم.

كوني قوية، ومادام عندك من المال ما يكفي لسترك، فلا تخافي، فأنت مازلت صغيرة وأمامك سنوات طويلة وستتزوجين وتنجبين البنين والبنات.

بالنسبة لهذا الشاب الذي ساعدك هو وأسرته في المحنة التي تلت وفاة والدك، فامنحيه مهلة.. سنة كاملة، إما أن يتقدم أو تنسيه وتبحثي عن سواه، وسوف تجدين من هو مثله.. وربما أفضل منه.. والله معك.

 

أشياء أخرى:

«الهدايا الصغيرة تعزز الصداقة، والهدايا الكبيرة تعزز الحب»