أحبك.. أريدك.. ولكن!

عبد الله باجبير


مشكلتي باختصار هي مشكلة كل البنات في أي مكان.. ظهر في حياتي فجأة وفي مصادفة غريبة جدًّا.. بداية عاصفة غاضبة.. لا تنبئ بأي علاقة حب دافئة.

الحكاية أنني ذات يوم كنت مشغولة جدًّا في الشركة التي أعمل بها، فرنَّ هاتف السكرتيرة ونظرًا لغيابها تطوعت بالرد.. وجاءني صوته غاضبًا ثائرًا، لأن البيانات التي يرسلها على فاكس الشركة لا تصل، لأنه مُعطل..!!

حاولت تهدئته والاعتذار له، لكن من دون جدوى.. حاولت إصلاح الفاكس فلم أنجح.. اقترحت عليه أن يمليني هاتفيًّا بياناته لإتمام عمله من دون تعطيل، وفعلاً هدأ قليلاً بعد أن أنجزت له أعماله وأخذ يشكرني بشدة.. ويعتذر عما بدر منه.. فقلت له هذا واجبي.. وانتهى الأمر، بل نسيته.

بعد أسبوعين وجدت السكرتيرة تطلبني، لأن شخصًا يريد محادثتي.. سمعت صوته لم أعرفه، بل نسيته تمامًا، أخبرني أنه اتصل ليطمئن عليَّ ويشكرني ويبدي إعجابه بسرعة تصرفي وإخلاصي في العمل مع العملاء، فشكرته.

بعد أيام جاء لمقر الشركة فلم يجدني.. فحزن واتصل من جديد وطلب رقم هاتفي لإتمام بعض الأعمال لشركته.. فأعطيته إياه.. غاب أسابيع واتصل وأصبح الحديث بيننا متواصلاً.. شعرت نحوه بصداقة.. بارتياح.. باستلطاف.. أصبحنا نتحدث يوميًّا بكل شيء.. نتشاور.

وقفت إلى جانبه عندما توفي جده.. وأصبحت العلاقة متينة، لكننا لم نعترف بهذا الحب الجارف الذي اجتاحنا من دون أن نشعر.

أخبرني أن والدته خطبت له إحدى قريباته، وأنه غير سعيد ومرتاح لهذا الارتباط وفجأة سألني هل تحبينني.. فقلت: أحبك أكثر من أي شيء في حياتي.. فرح بشدة، لكنة فرح مشوب بحزن عظيم، فقد تأخرنا في إعلان حبنا.. وقريبته أصبحت بحكم خطيبته.. فقلت له ما ذنبها ولماذا نظلمها.. اذهب إليها، غلطتي أنني أعترف لك بصدق مشاعري.

ووعدني بأنه لن يتركني أبدًا وسنبقى أصدقاء وسيعرفني على زوجته وسأصبح فردًا من العائلة، لكن لماذا أحطم أسرة لم تبدأ بعد.. فقررت الاختفاء من حياته.

حاولت وابتعدت، لكنني فشلت.. وجدتني أعود إليه.. حاولت أن أغير أسلوبي ليكرهني ليبتعد.. أصبح كلامي أقل.. خروجي نادر، لكنه لا يريد أن يتركني، لكن كيف؟

أأستمر في حب شخص مُقبل على الزواج.. وللعلم بالشيء هو متزوج سابقًا ولديه طفلة تعيش مع زوجته المطلقة.. هو من عائلة معروفة جدًّا ومحترمة.. هو إنسان محترم وجاد جدًّا ولا يقبل أي خطأ أو تجاوز.

ماذا أفعل.. أرجوك أنقذني مما أنا فيه.

 نيرفانا

 

 

يا عزيزتي «نيرفانا»، هذا الإنسان الذي تصفينه بأنه محترم وجاد جدًّا.. لا أظن أنه محترم ولا جاد جدًّا.. فهذا الرجل تزوج مرة وأنجب وترك طفلته مع أمها.. ثم قامت الست والدته بالخطبة له كأنه طفل أو شاب صغير ما زال يتعلق بمريلة أمه.. وفي نفس الوقت يحبك ولا يريد أن يتخلى عنك وسيجعلك صديقة لزوجته.. ما معيار الجدية والاحترام في كل ما يفعل؟.. إذا كان حقًّا محترمًا وجادًا فعليه أن يحزم أمره، إما أن يتزوج منْ خطبته له أمه.. أو يتزوجك.. والباقي كله «هجص» وأنت حرة.

 

أشياء أخرى:

الزواج ليس جنة ولا نارًا،

لكنه الطريق إليهما.