مشاكل وأحوال على الجوال

عبد الله باجبير

عاطفة جياشة

 

إلى أستاذي وسيدي.. أبعث إليك بمشكلتي آملة أن تجد طريقها إليك.. طالبة المشورة والمساعدة، عمري 23 عامًا وأدرس تخصصًا علميًا، حياتي هادئة والحمد لله.. منذ شهر أو أكثر تقدم لخطبتي رجل أحبه، تعارفنا في مكان العمل وكان الإعجاب، وبعد مكالمات عديدة.. اقتربنا أكثر وأحببنا بعضنا، وتعاهدنا على الزواج.. وقد تقدمت عائلته لخطبتي.. وبعد أسئلة ومباحثات رفض أبي.. فقد سمع من بعض الناس أحاديث عن هوايات فتاي الفنية.. وهو أمر صحيح، لكنه أضحى جزءًا من الماضي.. ولم يقتنع.. وأنهى الموضوع بالرفض.. هو بالنسبة له كأي رجل يتقدم لخطبة أية فتاة.. وللأهل كلمتهم الأخيرة.. لكنه بالنسبة لي الرجل الذي أحب وأريد أن أمضي عمري معه.. أمي تعتقد أنني أسأت للعائلة وسمعتها، وأنني عار و..و..و.... وتعتقد أنني إذا تزوجت من أحب.. سأكون كمن كوفئ على فعلته القبيحة.. وأنني لا أستحق هذه المكافأة.. وأنني أستحق كل العذاب النفسي الذي أمر به.. تريد عقابي على خطأ ارتكبته بعقاب أبدي.. ولا تجد أية مشكلة في بقائي بلا زواج غير آبهة بحاجاتي العاطفية والنفسية والجسدية، ولا تؤمن بأن الحياة والظروف قد تسوقان لنا أشخاصًا، ونتبادل معهم مشاعر صادقة.. إنها لا تؤمن بالحب.. وهي ترفض مساعدتي والتدخل لصالحي.. أشعر بقسوة مشاعرها تزيد من معاناتي وحزني.. إنها تعاملني بالمقابل.. وإذا كان رب الكون يغفر ويصفح.. فهي تريد أن آخذ جزائي وأعيش في كمد وحزن طيلة عمري جزاء غلطة ارتكبتها وأردت أن أصلحها.. نعم أنا أخطأت، أنا من عائلة محافظة.. لكن يعلم الله أنني لم أتجاوز الحدود.. أحببت حبًا شريفًا وصادقًا.. وأردنا أن يرى حبنا النور ونتوجه بالزواج على سنة الله ورسوله.

عائلتي لم ولن تعترف بحب من هذا النوع.. العاطفة الجياشة ودورها في زواج سعيد وعائلة سعيدة.. ولا تقل لي هي أحلام طائشة.. لا يوجد إنسان كامل، أنا ومن أحب من عائلتين تتفاوتان ماديًا.. لكن عائلتي لم تكن لتعترض، أبي يعترض على هواية كان يمارسها.. ولم تكن شيئًا معيبًا، هو إنسان محترم ويعرف حدوده، ومن الشباب الذين لم يكن لهم ماض أو ذكرى خارجة عن المألوف والعادات، لم يثبت عليه فعل سيئ واحد بحكم شهادة أبي.. لكنه على حد قوله غير مرتاح.. ولا يهم أن أموت أنا في اليوم ألف مرة حزنًا وكمدًا.

سيدي.. إنني أحب وأريد أن أكون مع من أحب بما يرضي الله.. هو من أريد أن أبني عائلة معه، وأن أعيش معه تحت سقف واحد، أريد أن أتحمل مسؤولية اختياري.

هو متمسك بي حتى آخر لحظة، ولديه استعداد لفعل أي شيء حتى نكون معًا.. بقي شيء واحد.. وهو أنه في نفس الفترة، تقدّم لخطبتي شاب آخر من أسرة تمت لنا بصلة صداقة، وعائلتي تراه مناسبًا وتمارس الضغط عليَّ لأوافق.. ربما يكون شابًا مثاليًا.. لكنني لا أحبه.. ولا أحلم به.

قلبي يمتلكه إنسان آخر.. ولا أستطيع أن أعيش في خدعة، قد يستطيع أن يجعلني أعيش كالأميرات.. لكنه لن يكون أمير قلبي.

سيدي.. أنت من أنصار الحب.. وزواج بلا حب هو رحلة طويلة من العذاب.. وهذا ما لا تفهمه عائلتي.. هم مقتنعون بزواج العشرة والمال والقرابة.. ولا يمكن أن أقبل بغير الحب.

أطلب مشورتك ورأيك.. وشكرًا لك.

س. خ. ك

ابنتي العزيزة «س. خ. ك»

أدخل في الموضوع مباشرة، وأرجو أن تتمسكي بمن تحبين.. إن بقية حياتك متعلقة بهذه اللحظة.. وإلا فإن ما هو قادم سيكون عذابًا متصلاً.

 

أشياء أخرى:

«الحظ عكاز الضعيف،

وسلاح القوي»