الزواج.. نظام اجتماعي لا بديل له!

عبد الله باجبير

أوردت إحصاءات رسمية ألمانية أن 187 ألف حالة طلاق وقعت في ألمانيا خلال عام 2007م، وفي تعليق للطبيب، وخبير علم النفس أرنولد ريتسر، على ارتفاع هذا الرقم عن السنين السابقة، أوضح أنه كان من الممكن تجنب معظم حالات الطلاق التي وقعت، إذا كان لدى الزوجات، والأزواج فكرة عن لعبة الحب، والزواج، وقواعدها.

وفي إشارة إلى البحث الذي أجراه مؤخرًا حول الأسباب الحقيقية للخلافات الزوجية التي ينجم عنها الطلاق، أكد أرنولد ريتسر،أنه في كل علاقة زوجية توجد مشكلات يمكن حلها، خصوصًا تلك الخلافات، أو المشكلات التي تنجم عن أسباب واهية، مثل عدم قيام الزوجة بوضع ثيابها في الدولاب، وتركها ملقاة في أنحاء حجرة النوم، أو إهمال الزوج في ترك أنبوبة معجون الأسنان مفتوحة بعد استعمالها.

وبحسب قول خبير العلاقات الزوجية أرنولد ريتسر، فإنه من المعتاد ألا يكون هناك تناسب، وانسجام بين صفات الرجال والنساء، ومع ذلك فإن هذا الاختلاف في الطبائع والصفات بينهم، يمكن أن يكون فرصة في الوقت ذاته لكي يعمل الزوج والزوجة معًا على نجاح علاقتهما الزوجية، عندما يبدأ كل من الزوج والزوجة بتقبل الحقيقة التي تقول إن الزواج لا ينشأ نتيجة تناغم وانسجام كاملين بين طرفي العلاقة الزوجية، وإنما ينشأ الزواج ويستمر في وجود اختلافات وتناقضات بين الزوج والزوجة.

وأشار الطبيب أرنولد ريتسر إلى أن هناك الكثير من الرجال والنساء المختلفين في الطباع والصفات، ويعيشون في علاقات زوجية سعيدة، والسبب في ذلك يكمن في عدم رغبة كل طرف من طرفي العلاقة الزوجية في تغيير طباع وصفات الطرف الآخر، بل يحرص كل منهما على احترام أحدهما الآخر، وعلى بذل محاولة لرسم الابتسامة على شفاه شريك حياته مهما كانت الظروف التي تحيط بهما.

ويضيف ريتسر أن فكرة محاولة الزوج والزوجة رسم الابتسامة على شفاه الآخر لا تعني أن علاقتهما الزوجية لا تعتريها المشكلات المعقدة، مثل اعتقاد أحد الزوجين الخاطئ حول فكرة المساواة بين الرجل والمرأة، ومثل قيام أحد الزوجين ببعض التصرفات التي تجرح كثيرًا شريك الحياة.

وعن حدوث الخيانة الزوجية، يؤكد أرنولد ريتسر ضرورة تجنب الدخول في معركة انتقامية، وعلى اللجوء إلى فضيلة الصفح والنسيان من دون تكرار ذكر الخطأ الذي ارتكبه أحدهما، وتأكيده بمحاولة النصح.

وبعد سنوات طويلة عمل فيها أرنولد ريتسر كمستشار للعلاقات الزوجية، وكمشارك في العديد من الدراسات والبحوث في هذا الشأن، انتهى إلى القول إن السر في الزواج السعيد يكمن في فضيلة بسيطة، وهي أن يتحمل كل طرف في العلاقة الزوجية الآخر.

ويؤكد ريتسر أنه على الرغم من ارتفاع نسبة حالات الطلاق في ألمانيا، وفي معظم دول العالم تقريبا في العصر الحديث، فإنه لا يوجد في تاريخ البشرية نظام اجتماعي يعيش فيه أشخاص مع بعضهم لفترات قد تطول لأكثر من نصف قرن، كما هو الحال في ذلك النظام الاجتماعي الذي يسمى الزواج.

وسنلاحظ أن المجتمعات الغربية المفتوحة أصبحت تعرض أنواعًا من الزواج فيما يسمى الزواج بعد الزواج، والزواج قبل الزواج؛ بمعنى أن يعيش الرجل مع المرأة، وينجبان من دون أن يتزوجا.. أو لا يتزوجان، ويذهب كل في سبيله، فالزواج التزام، والطلاق مكلف جدًا، خاصة في أميركا؛ فالزوجة تحصل على نصف ثروة الزوج؛ مثلاً النجم ميل جيبسون سيطلق زوجته، وسيدفع لها 300 مليون دولار، نصف ثروته.

 

ونحن حللنا المشكلة حلولاً أخرى مثل زواج المسيار، لكن لهذا حديث آخر.

 

أشياء أخرى:

«السيطرة ضارة: إلا سيطرتك على نفسك»