عالجي نفسكِ بالأمل والحب!

عبد الله باجبير

ظاهرة الشفاء الذاتي، أو الاختفاء التدريجي للمرض، كانت موضع دراسة قام بها الدكتور «بيرلي سيجيل» بمعهد العلوم العقلية بولاية «كاليفورنيا الأميركية، الذي يؤكد أن هناك علاقة وثيقة بين النفس والبدن، مفادها أن كل ما يغرس الأمل له القدرة على تحقيق الشفاء، وأن هناك الكثير مما يدفع بالأمل في النفوس، سواء كانت الأفكار أو الإيحاءات أو حتى الأدوية الوهمية.

أثبتت الأبحاث التي قام بها كل من الدكتور «روبرت أورينستين» والدكتور «ديفيد سويل» أن الأدوية الوهمية تخفف العديد من المشكلات، وليس هناك جهاز في الجسم البشري يستعصي على الدواء الوهمي، الذي وفقًا للتعريف الطبي يعني أنه يؤدي إلى تغيير حالة المريض دون أن يكون للدواء قوة علاجية فعلية.

يقول الدكتور «ديفيد سويل» إن هناك معلومة طبية علمية تفيد بأن الاستجابات للدواء الوهمي ليست سرًا غامضًا، إذ أن هناك عمليات ووظائف نفسية، تعمل من خلال مسالك لا إرادية مشتركة، ويروي الدكتور «سويل» في كتابه «السلام والحب والشفاء» حكاية توضّح العلاقة بين العقل والجسم، عن امرأة فلبينية عالجها أحد المواطنين من مرضها الخطير، بعد أن فشل الطب الغربي في علاجها من مرض «الذئبة الحمراء»، وهو المرض الذي يؤدي إلى التهاب المفاصل واضطرابات في الجهاز التنفسي واختلال في وظائف الكلية.

وفي كتابها «أيادي النور» تقول الدكتورة «باربرا آن برينان» إن عمل المعالج هو إثارة حوافز المريض حتى يشفي نفسه بواسطة العمليات الجسمية الطبيعية، وفي السياق نفسه يقول الدكتور «سيجيل» إن المشاعر النفسية كيماوية في حقيقتها، ويمكنها أن تشفي وتقتل، ولذلك فإن مسؤولية الطبيب النفسي، هي مساعدة المريض على الإفادة من نفسه في علاجه وشفائه عن طريق الدواء الوهمي، وغرس الأمل في نفس المريض.

ويدافع الدكتور «سيجيل» عن اتهامه بأنه يبيع الأمل الكاذب، بقوله إن الأمل لا يكذب وإنما اليأس من الأمل هو الكذب بعينه؛ لأن الغيب لا يعلمه إلا الله.

وفي تقرير نشرته إحدى المجلات الطبية، جاء فيه أن مريضة كانت تحصل على علاج كيماوي، وكان الدكتور «سيجيل» يعلم ضآلة فرصتها في الشفاء، وأثناء معاناة المريضة من الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي، قالت لها صديقتها: ليس من المفروض أن تتعرضي للآثار الجانبية؛ لأن الدكتور «سيجيل» قال ذلك، وسرعان ما اختفت هذه الآثار الجانبية، الأمر الذي جعل الدكتور «سيجيل» يتأثر تأثيرًا بالغًا من إيمان المريضة به، وجعله يقول إنه قد تعلم من المريضة شيئًا عن قيمة الأمل.

ودراسة أميركية حديثة، انتهت إلى أن العامل الأول في التنبؤ بطول العمر، هو أولاً الفترة التي يخلو فيها المرء من المرض، والشعور بالأمل والمرح، وعلاقة الحب التي تربط المريض بطبيبه ومن حوله.

وقد استضافت إحدى المحطات التليفزيونية الدكتور «ديفيد ماكيلانز» أستاذ علم النفس والعلاقات الاجتماعية، ومعه إحدى المعمّرات التي نجحت بعد إصابتها بمرض «الإيدز»، في تحويل نتائج الدم الإيجابية للفيروس إلى نتائج سلبية، ولما سألت مقدمة البرنامج المعمّرة عن سبب ما حدث لها، أجابتها بإيجاز: يمكن أن تحدث الأعاجيب إذا عاش المرء وقلبه عامر بالحب.

إنه الحب إذن هو الدواء الشافي، إنه الحب صاحب السعادة الذي له الدور الأكبر في مساعدة الخلايا الليمفاوية في تقوية المناعة.

 

أشياء أخرى:

«أن تشعر وتحب وتتعذب وتخلص: حياة امرأة»