عمر الزواج!

عبد الله باجبير

 

هل دخل الزواج معادلة الربح والخسارة؟ هل أصبح الزواج مجرد عملية حسابية؟ تجيب الكثير من الدراسات التي أجريت على دول الغرب، أن الزواج أصبح مثله مثل أي شركة أو مؤسسة تجارية، تبدأ وتقوم بعد دراسة الجدوى الاقتصادية منها، أي بعد معرفة المكسب المتوقع أو الخسارة المتوقعة منها. في هذا السياق أكدت دراسة أميركية أجريت مؤخرًا، أن الزواج لا يختلف عن الكثير من مناحي الحياة المادية الأخرى، فهو لا يختلف كثيرًا عن كونه معادلة حسابية، يمكن بحل أرقامها التوصل إلى المستقبل الذي ينتظر الزواج بين شخصين وإلى حقيقة المكسب والخسارة، الذي سوف يجنيه كل من طرفي العلاقة الزوجية، التي في طور الإنشاء.. الإشهار.

في دراسة أجراها الدكتور «جون جوثمان» رئيس إحدى المؤسسات الاجتماعية للبحوث بالتعاون مع جامعة «واشنطن» بدأها بأن منح التعبيرات العاطفية والجسدية أرقاما رياضية، وقام بإجراء عمليات حسابية عليها، مثل القسمة والجمع والطرح، كانت نتيجتها التوصل إلى فكرة واضحة عن المستقبل الذي ينتظر رجل وامرأة إذا ما ارتبطا بعقد زواج.

أوضح الدكتور «جون جوثمان» أن دراسته استمرت عشرين عامًا، وشملت ستمائة عائلة، وأنها استندت إلى تسجيلات صوتية ومرئية رصدت حياة الأزواج، وقام الباحثون المشاركون في الدراسة بتجريد انفعالات وسلوك الأزواج إلى مجرد أرقام اعتمادًا على ما يبدونه من سلوكيات وتعبيرات نفسية وجسدية.

أوضحت الدراسة أن الزواج لن يستمر أكثر من خمس سنوات، إذا شهد الخط البياني هبوطًا حادًا إلى الصفر، وإذا كان الهبوط أقل حدة، فبإمكان الزواج أن يستمر حتى 16 عامًا، أما إذا ارتفع الخط البياني عن نقطة الصفر، فإنه من المرجح أن يتسمر فترة أطول.

في اعتقاد الدكتور «جوثمان» أن اعتماد لغة الأرقام يمكن أن يعطي مفاتيح للأزواج من أجل إطالة عمر زواجهم أكثر، حيثُ إن 65% ممن اعتمد على طريقته، نجحوا في إطالة عمر زواجهم لمدة سنة.

وفي اعتقاد الدكتور «جوثمان» أيضا أن الملل يعتبر شبه معدوم في إطالة عمر الزواج.. في حال ما إذا كانت الزوجة تتجنب النزاعات العائلية أو أن الزوج يفتعل المشكلات، لأسباب بسيطة، وبالتالي فإنه إذا نجحت الزوجة في الرد على بعض الهجمات الشفهية، وإذا نجح الزوج في التحكم أكثر في انفعالاته، فإنه من الممكن الاستمرار في الزواج وإطالة عمره.

ومن الأمور الأخرى التي تساهم في هدم وتقويض الحياة الزوجية: «أن يقوم أحد الزوجين بإهمال الأطفال من أجل نشاطات اجتماعية تخصه وحده، وأن يكون الزوجان متشابهين فيما يخص معاناة كل منهما من الغيرة الزائدة، بحيثُ يعمدُ كلاهما إلى التضييق على شريكه إلى درجة تؤدي إلى استحالة الاستمرار في الحياة الزوجية».

ينصح الدكتور «جوثمان» الزوجة التي تريد الإبقاء على حياتها الزوجية، بأن تبحث جديًا فيما يمكن أن يزيد من فرص النجاح في علاقتها الزوجية، وأن تعمل على زيادة هذه الفرص وتكوينها إذا أمكنها ذلك، فعلى سبيل المثال، من الضروري أن تلاحظ الزوجة جيدًا كيف أمكنها في السابق التغلب على مشكلة من المشكلات التي واجهت علاقتها الزوجية، وأن تراجع طريقة كلامها، وفي أي وقت قامت بطرح المشكلة، فكل تلك الملاحظات يمكن أن تشكل للزوجة دليلاً، تسير على هديه لتحقيق رغبتها في الاستمرار في علاقتها الزوجية.

أيضا ينصح الدكتور «جوثمان» الزوجة الحريصة على نجاح حياتها الزوجية، بأن تتجنب الأفعال التي دائمًا ما تؤدي إلى بروز المشاكل، فعلى سبيل المثال، إذا كانت الزوجة تعتقد أن زوجها يتصف بالعناد، فإن عليها أن تتصرف بما لا يثيره، ويجعله يسلك تصرفات لم يكن يسلكها من قبل، أيضا على الزوجة أن تقدّر التمسك بالعلاقة الزوجية مهما كانت الظروف قاسية، طالما أنها تحمل له الحب والاحترام.


للتواصل مع الكاتب عبد الله باجبير  [email protected]