من أجل طفلٍ مريض.. احتفالات مبكرة بالكريسماس

13 صور

على الرغم من أن الاحتفال بالكريسماس لا يكون إلا في أواخر شهر ديسمبر \ كانون الأول من كل عام، إلا أن مدينة «سانت جورج» الكندية قد كسرت القاعدة واحتفلت بالكريسماس مبكراً هذا العام، والسبب أن أحد أطفال المدينة الذي يبلغ من العمر سبع سنوات، ربما يفارق الحياة قبل الأعياد؛ لذا أراد سكان هذه المدينة الصغيرة البالغة نفوسها ثلاثين ألفاً، أن يودع الطفل «إيفن» الحياة بفرح، وأن يعيش أجواء آخر عيد في حياته.

إيفن قد لا يشهد أعياد الميلاد
وتبدأ الحكاية عندما أخبر الأطباء أهل الطفل «إيفن» الذي يصارع مرض سرطان الدماغ منذ خمس سنوات، بأن صغيرهم ربما يخسر معركته مع هذا المرض قبل أعياد الميلاد، وأنه سيبدأ بفقد قواه بعد أن فقد البصر بإحدى عينيه، وأشاروا عليهم بأن يحتفلوا مبكراً بآخر عيدٍ في حياته، ومن هنا جاءت الفكرة؛ حيث أعلنت الأم عن رغبتها في الاحتفال، وبسرعة ساندها أهل المدينة كلهم وأبدوا استعدادهم للاحتفال مع العائلة، وبالفعل بدأت المتاجر والأسواق بوضع زينة الميلاد التقليدية، وتوهجت الشوارع والبيوت بالأضوية الملونة والأشجار المزينة، وتعاون رجال المدينة على تغطية حديقة بيت «إيفن» وبعض الشوارع بالثلج الصناعي، فيما بدأوا بشراء بطاقات المعايدة والهدايا وأرسلوها مسبقاً إلى عنوان «إيفن»، وفي يوم الاحتفال اصطف الناس على جانبي الشارع الرئيس في المدينة وهم يرتدون أحلى ثياب العيد، وبدأوا بالغناء والتصفيق عندما مر «إيفن» بعربة الجليد وهو بصحبة بابا نويل، وكان يبدو فرحاً وهو يلوح للناس المحتفلين به.

العالم يحتفل بالطفل إيفن
ولم يقتصر الاحتفال على أهل المدينة فقط؛ فقد شاع أمر الاحتفال ونقلته وسائل الإعلام، وبسرعة تقاطر الناس من المدن الكندية الأخرى للمشاركة والمساندة، كما تعاطف كثير من الناس حول العالم مع الطفل وأرسلوا رسائل محبة ومساندة، وكذلك فعل نجوم التليفزيون الكندي وكثير من المشاهير، ومنهم عائلة المغني Justin Bieber الذي ولد في مكان قريب من هذه المدينة، وقد أرسلوا لإيفن بطاقة بريدية وقبعة بيسبول، وحضر الاحتفال أيضاً أهالي ثلاثة أطفال أصيبوا بالمرض وتعافوا منه، كما قدم صانع المجوهرات في المدينة قلادة للأم تحمل صورة ابنها، وقدمت شرطة المدينة بدلة فخرية للطفل مع كامل النياشين؛ لأن «إيفن» كان يرغب أن يكون رجل شرطة في المستقبل، كما أرسل له رجال الإطفاء قبعة وزياً رسمياً كاملاً.

الأم ما بين الفرح والحزن
وخلال الاحتفال تنازعت الأم مشاعر متضاربة؛ فهي تعيش حزناً عميقاً بسبب ما قاله لها الأطباء عن حالة ابنها الصحية، ولكنها فرحة أيضاً باللحظات الجميلة التي عاشها ابنها وسعادته بالعيد والهدايا، وقالت من خلال دموعها: «إن رؤية هذه الجموع وهي تشارك ابني فرحته، كافية لأن تجعلني أشعر بأني بين أهلي وناسي، وأن ابني طفل محظوظ لأن كل هؤلاء الناس الطيبين يقفون إلى جانبه في صراعه مع المرض، فيما قد لا يجد كثير من الأطفال المرضى حول العالم من يقدم لهم حتى الدواء... نحن لا نفكر بابننا فقط، ولكن في قلوبنا كل أطفال العالم الذين يعانون من المرض».