| نقرأ على بعض الباصات عبارات مثل:
هل أنا قائد مثالي، ومارأيك بقيادتي، وللتعليق على قيادة السائق يرجى الاتصال على الرقم التالي.
لماذا لا يعمم هذا النموذج على كل سيارة؛ حتى نعرف القائد المثالي من القائد غير المثالي، ونكافئه على حسن أخلاقه أو نعاقبه على سوء تصرفاته، أم أن هذا «الفرمان» فقط على السائق المسكين الذي يلتزم بأقصى حارة اليمين؟! ونترك من يعرضوّن حياة الناس للتدمير مع سبق الإصرار والترصد؟ الواقع يقول إن الشارع أصبح معركة يومية، يذهب إليها البعض وهو على درجات عالية من التسلح بكل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة، من كلمات نابية ومضايقات لعباد الله، المشكلة الحقيقية أن ثقافة الشارع هي انعكاس حقيقي لثقافة البيت وثقافة المدرسة وثقافة العمل؛ فما ننتظر من مجتمع يدرب أبناءه على ثقافة عدم احترام القانون، وأن التجاوز في الشارع هو «فهلوة» وذكاء وشطارة؛ فإذا أردت أن تعرف ثقافة أي بلد؛ فما عليك سوى أن تتجول في شوارعها لتعرف حقيقة ثقافة هذا البلد؛ فالشارع مدرسة تتعلم فيها كل يوم، وهي مدرسة نأخذ فيها حصصاً يومية، وهي معركة يومية جعلت حتى وزارة الداخلية تكتب شعراً وأدباً؛ فشعاراتها تقول إن القيادة فن وذوق وأخلاق؛ لكثرة ما رأت من عدم الذوق والفن والأخلاق؛ فالشارع هو الذي يعلمك الأخلاق والفن والذوق، ويعلمك كيف يفكر الناس، الشارع أصبح هو المصنع الحقيقي لثقافة وسلوكيات أي شعب، في بعض الدول هناك ناس لديها سيارات صغيرة وضيقة، ولكن تصرفاتها كبيرة... وصدورها واسعة، وهناك ناس لديها سيارات راقية جداً، يقابلها تصرفات ليست راقية.
من نوع تعليم عالٍ، وتربية متدنية جداً، الشارع يعطيك رسالة واضحة جداً
ويعلمك التسامح، ويقول أيضاً إن هناك أناساً لا يحتملون بعضهم، ولا يعرف التسامح طريقا إلى قلوبهم، خلاصة الأمر أن الشوارع الواسعة أصبحت أماكن ضيقة للذين يحترمون أنفسهم!!
شعلانيات:
| الذي لا يفهم صمتك.. لن يفهم كلماتك، والذي لن يفهم كلماتك.. لن يُقدّر أفكارك.
| نعاني كثيراً هذه الأيام، ليس بسبب ظلم الأشرار، لكن بسبب صمت الأخيار!
| كل شيء لن يتغير إلا إذا غيرت نظرتك لكل شيء!