سلمى حايك: أصريت على اسمي العربي وقلت للغرب سأدعكم تحفظونه

8 صور
استقبل الإعلامي اللبناني مارسيل غانم النجمة العالمية سلمى حايك التي تزور لبنان للمرة الأولى، في حلقة كانت تحية إلى سلمى وإلى فيلم "النبي". وقد تزامنت مع العيد العشرين لبرنامج "كلام الناس".
 
وظهر بوضوح حب سلمى للبنان وتأثرها الشديد كلما تناول الحوار الحديث عن جذورها، وبكت أكثر من مرة، كما بدا واضحاً حب سلمى الكبير إلى جدها الذي كان أول شخص تفقده في حياتها على -حد تعبيرها- وهو من عرفها على جبران خليل جبران من خلال كتبه التي كان يقرأها.
 
بدأت الحلقة بسؤال مارسيل سلمى عما إذا كانت تفكر في زيارة لبنان لولا الفيلم، فأوضحت أنها حاولت زيارة لبنان 4 مرات في السابق، لكن في كل مرة كان يحصل معها أمر يدفعها إلى إلغاء الرحلة، وتابعت: "بقيت خائفة ألا تنجح زيارتي إلى لبنان إلى أن أصبحت في الطائرة" وصليت قائلة: "يا رب دعني آتي إلى لبنان، إلى الأرض التي أحب".
 
وقالت سلمى إنها صادفت على الطائرة طلاباً قادمين من لندن حيث تفاعلوا معها وجعلوها تشعر أنها في لبنان ، وفرحت بهم خلال رحلتها، وقالت: "رأيت لبنان من الطائرة وأعجبني بجباله وطبيعته" وأضافت: "لبنان أجمل بكثير مما وصفوه لي أو مما تصوّرته".
 
سلمى بين لبنان والمكسيك
وذكرت سلمى مثلاً مكسيكياً عن اللبنانيين فقالت: "لدينا قول مأثور في المكسيك "إن كان لديك صديق لبناني فأنت لديك صديق طوال حياتك"، متحدثةً عن الجالية اللبنانية في المكسيك وقالت إنها كبيرة وموحّدة وأضافت: "أشعر بأنها موحّدة حول العالم". وقالت إنه عندما كان يواجه اللبناني مشاكل في المكسيك كانت تلتف الجالية اللبنانية حوله.
 
وبالحديث عن اللغة العربية أسفت سلمى لأنها لا تتقن اللغة العربية، موضحةً: "كسبت العديد من الأصدقاء اللبنانيين وأنا قريبة منهم رغم أني لا أتكلم اللغة العربية".
 
وأوضحت سلمى أن جديها لبنانيان وقالت: "أينما انتقلت في المكسيك كنا نحتك بأقارب وصلوا من لبنان".
 
وعن الطعام اللبناني، أكدت سلمى أنّ والدتها تطهو الأكل اللبناني، وأن جدتها اللبنانية تتنافس مع عمّاتها في طهي الطعام اللبناني".
 
سلمى من جذور لبنانية مئة في المئة
أما عن جذور سلمى اللبنانية، فقالت إنها من بلدة "بعبدات" اللبنانية، موضحة أنها لا تعرف لفظ اسم بلدتها جيداً، وقالت ممازحة إنها تخشى أن تظهر في اللفظ وكأنها تقول "بغداد".
 
وبعد عرض تقرير أظهر أن سلمى من جذور لبنانية مئة في المئة من خلال إظهار سجلات العائلة القديمة، تحدثت سلمى عن جدها بتأثر
 
وقالت إنه هو من عرفها على جبران، وما زالت تتذكر كتاب "النبي" الذي كان يقرأه عندما كانت هي في عمر السادسة.
 
وتطرقت سلمى إلى الحديث عن جدها وجائزة جبران خليل جبران التي ستستلمها قريباً فقالت: "جدي ولد في الأول من نيسان وفي 29 نيسان سأستلم جائزة جبران خليل جبران من قبل الجالية اللبنانية هناك، إذ يصادف يوم وفاة جدي"، فبكت سلمى وقالت: "أنا متأثرة جداً بتكريمي في أميركا في اليوم الذي توفي فيه جدي الذي عرّفني على جبران خليل جبران".
 
وأوضحت أن جدها أول من فكرت فيه لإنتاج الفيلم، وقالت: "جدي علمني الكثير عن الحياة وتابعت التعلم بعد وفاته من خلال كتاب النبي لجبران خليل جبران".
 
وفي سياق الحلقة، قدّم غانم أوراقاً ثبوتيّة تمّ إصدارها خصيصاً لسلمى من وزارة الداخليّة، كناية عن إخراج قيد فردي وآخر عائلي، تمّ الحصول عليهما في 18 نيسان 2015 ، كما أعدّ البرنامج تقريراً عن جذورها وقريتها ومنزل جدّها، وقد تأثّرت سلمى كثيراً لدى رؤيتها المشاهد المصوّرة.
 
سلمى تتحدث عن فيلم "النبي"
وبالحديث عن فيلم "النبي"، قالت سلمى إنه رسالة حبّ إلى تراثها وإخوتها اللبنانيين، وأضافت: "أردت أن يتذكر الشعب اللبناني هذا العظيم جبران خليل جبران الذي بيعت من كتبه أكثر من 100 مليون
 
نسخة في العالم"، مشيرة إلى أنّ الفيلم هو تحية لجبران، مشدّدة على أن الفيلم يتوجه إلى كل الفئات العمرية.
 
وشرحت سلمى أن الفيلم كان بمثابة مغامرة كبيرة ورائعة وصعبة من لإنتاجه، مشيرةً إلى أن الحصول على حقوق النشر من لجنة جبران الوطنية استغرق 8 سنوات، موضحةً أنّ التواصل مع اللجنة كان من خلال شخص يدعى ستيف هانسن.
 
وتكلمت سلمى عن تمويل الفيلم وإنتاجه، حيث قالت إنّ الفيلم أنتج بأقل إمكانيات متاحة وأن الكل عمل مقابل أقل أجر مقبول، بمن فيهم ليام نيسون وروجر اليرز وسائر فريق العمل، موضحةً أن مصدر التمويل كان من أشخاص من أصول لبنانية.
 
ولقد تم اعتماد 9 مخرجين، حيث قام كل منهم بإخراج جزء من الفيلم، و يعبّر كل جزء عن قصيدة من الكتاب، وقام مخرج فيلم "ليون كينغ" بجمع الأجزاء مع بعضها. وعن الهدف من الاستعانة بـ9 مخرجين قالت سلمى: "كي يجسّد كل منهم مفهوم الفلسفة عند جبران على طريقته وبمفهومه".
 
وأكدت سلمى أنها قصدت أن يكون مؤلف موسيقى الفيلم لبنانياً، وقالت إنها تعاملت مع اللبناني كبريال يارد "لأن موسيقاه رائعة وفيها الروح اللبنانية والتجربة في العمل معه مميزة وأنها كسبت صديقاً مدى الحياة".
 
وعن سبب اختيار ليام نيسون لأداء صوت المصطفى قالت سلمى: "كان خياراَ جماعياً وليام لديه شيء مميز في صوته".
 
وعبرت سلمى أنه "من الصعب جداً إنتاج فيلم مثل الذي عملنا عليه وأتمنى من الشعب اللبناني أن يدعم فيلم النبي لجبران"، وأضافت: "الفيلم صنع يدوياً وبمحبة".
 
أرزة باسم سلمى في محمية أرز الباروك الشوفية
وقدم مارسيل غانم مجموعة هدايا إلى سلمى حايك منها كتب وأسطوانات أغاني فيروز. أما ما أسعد سلمى كثيراً فكان أرزة قدمها مارسيل غانم لها من وزير الزراعة أكرم شهيّب لتأخذها معها خارج لبنان، بالإضافة إلى شهادة تفيد بأنه تم زرع أرزة باسمها في محمية أرز الشوف.
 
سلمى الإنسانة والفنانة والمرأة
ولم يفوت غانم فرصة وجود سلمى في لبنان دون أن يسألها عن حياتها الشخصية بعيداً عن الفيلم، فتحدثت سلمى عن أغاني فيروز فقالت إنها تستمع إلى أغنيات السيدة فيروز و أنها سُحرت بجمال صوتها وروعته.
 
وأكدت سلمى أنها امرأة محظوطة وسعيدة، وسعادتها تعود إلى أنها متزوجة من الرجل الذي أحبته.
 
وبالحديث عن ابنتها الوحيدة، قالت سلمى إنها تحترم خيارات ابنتها في الحياة، على الرغم من أنها تحب التدخل في بعض تفاصيلها، مؤكدة أنها سترشد ابنتها إلى الطريق الصحيح من دون أن تتدخل في خياراتها.
 
أما عن المصمم اللبناني إيلي صعب، فقالت سلمى إنها تربطها به علاقة محبة وصداقة، إلى جانب تصميم الفساتين لها، كما عبرت عن حبها لزوجته وقالت إن صعب كان دوماً خير داعم لها.
 
وأشارت سلمى إلى أنها تحب الثياب والموضى وقالت:"أنا فنانة وأعشق تغيير الأنماط والألوان، موضحة أن الثياب الأنيقة تستلهم الاحترام من الناس.
 
وعن بداياتها، قالت سلمى إن اسمها شكّل عائقاً لها، إذ قالوا لها في المكسيك: "لن تنجحي أبداً باسمك سلمى حايك" ولكنها رفضت الأمر وقالت لهم: "سأحرص أن يتذكر العالم هذا الاسم"، وأضافت: "لم أصدّق كل من انتقدني وقال بأنني لن أتمكن من متابعة مسيرتي الفنية وها أنا اليوم أبرهن لهم العكس".
 
وتحدثت سلمى عن نفسها وعن السلام الداخلي الذي تعيشه فقالت: "بإمكاني أن أكون سعيدة أو تعيسة في الوقت عينه لأنني أتأثر بعذابات الآخرين "، وشرحت أنها تتأثر كثيراً بعذابات أشخاص تراهم على التلفاز ولا تعرفهم.
 
وتناول مارسيل موضوع العنف والمنظمات الإرهابية المنتشرة في عالمنا، فعبّرت سلمى عن رأيها بالموضوع وقالت له: "لا أعتقد أن العنف الذي نشهده في العالم اليوم لا سيما في الشرق الأوسط له علاقة بالدين إنما بسوء فهم الدين".
 
زيارات سلمى حايك خلال وجودها في لبنان
وخلال وجودها في لبنان، اختارت سلمى زيارة عدة أماكن في لبنان، أبرزها مخيمات اللاجئين السوريين في البقاع، وعبرت عن تضامنها مع الأشخاص الذين اضطروا لترك وطنهم هرباً من الحروب والقتل، والتقت سلمى الأطفال وتحدثت إليهم ولعبت معهم، وقالت:"أتابع وضع اللاجئين والنازحين من سنوات واكتشفت أن هؤلاء الأطفال يملكون الأمل في عيونهم ويحلمون بالعودة إلى بلادهم"، واعتبرت أنه من الضروري تعليم هؤلاء الأطفال وبذلك يكونون أفضل جيران للبنان".
 
وعن هذه الزيارة قالت سلمى: "جعلتني أشعر بالدفء وكان جميلاً أن أرى البلد خارج بيروت".
 
وفي رأي لافت لسلمى قالت إن "لبنان شرّع أبوابه إلى من كان يعتبر بلداً عدواً من قبل وهذا مستوى كبير من الكرم".
 
كما زارت سلمى مركز سرطان الأطفال والتقت الأطفال وأمضت وقتاً معهم، ولدعم المركز أقامت النجمة عشاء خيرياً عاد ريعه لمركز سرطان الأطفال في لبنان".
 
كما قصدت بشري بلدة جبران خليل جبران، وتجولت داخل متحفه وقالت: "شعرت أنني على تواصل مع جبران منذ زمن واليوم أنا أزور بيته للمرة الأولى"، وأضافت: "حلم بالنسبة لي زيارة الأرز والمتحف".
 
هذا وقد عرض البرنامج أيضاً تقارير حصريّة من زيارة سلمى لمتحف جبران في بشري، وزيارة مركز سرطان الأطفال، ومؤتمر إطلاق الفيلم، وغيرها من النشاطات في وطنها الأم، حيث شاركت
 
في أعمال إنسانيّة، كحفل تبرّعات Ultimate Goal لمركز سرطان الأطفال، بالإضافة إلى تقرير عن زيارة والدها سامي حايك إلى بيت جده في لبنان وتأثره الشديد في هذه الزيارة إذ يزور لبنان للمرة الأولى.
 
وتحدثت سلمى عن المساعدة وأهميتها وأن كل شخص يستطيع تقديم المساعدة، وقالت أنها سبق وجمعت مبلغ 300 ألف دولار من خلال جمع التبرعات من المكسيك يوم حلّت بها الكوارث وقد جُمعت من فئة 5 و 1$.
 
كما تحدثت عن منظمة خيرية تملكها اسمها " Time For Change"، وقالت إنه يمكن الاطلاع عليها لمساعدة القضايا الإنسانية أينما كان في العالم.
 
وعن سبب تعاطفها مع المحتاجين والفقراء على الرغم من أنها تعيش حياة رفاهية أجابت سلمى: "إذا كنت أملك المال الكثير هذا لا يعني أنه ليس لدي قلب".
 
أما عن فيلمها الجديد "Septembers of Shiraz"، فاعتبرته تكريماً لكلّ النساء اللواتي لديهن عائلات، ومررن بأوقات عصيبة.
 
وعن رؤيتها للعالم ككل قالت سلمى: "نحتاج لإدارة اقتصادية جديدة للمال في العالم ولنجرّب أشياء جديدة لتغيير النظم القائمة في العالم"، وأضافت: "نحتاج إلى مفكرين جدد وإلى أن نفكّر خارج المألوف لتغيير الواقع المعاش".
 
وفي نهاية الحلقة، دعت سلمى كل اللبنانيين إلى حضور الفيلم وقالت: "أردت أن أصنع هذا الفيلم للجميع وبالأخص اللبنانيين! أنتم الشعب اللبناني، يجب أن تحضروا الفيلم وتشجعوه".