لندن تحتفي بالمحقق الشهير "شيرلوك هولمز"!

15 صور

من منا لا يعرف" شيرلوك هولمز"، المحقق الذكي بقبعته الفيكتورية وعدسته المكبرة وغليونه ومعطفه الإنجليزي المميز؟ هذه الشخصية التي صارت مثلاً يضرب للدلالة على النباهة والفطنة والحدس والنفس الطويل، كما أنها تحولت إلى عشرات الأفلام والمسلسلات والروايات التي تحبس أنفاس المتابع وتدفعه إلى الدخول في دوامة الألغاز والأسرار والغموض وهو يتابع المشبوهين واحداً واحداً، ليأتي "شيرلوك هولمز" في النهاية ويشير إلى المجرم الذي ربما لم يخطر في بال حد.. إلا هو!!.
وكما هي عادة العاصمة البريطانية لندن فانها لا تفوت أية فرصة للاحتفاء بأيقوناتها، ومنهم هذا المحّقق الشهير، الذي يقام له حالياً معرض كبير في قاعة Museum of London "ميوزيم أوف لندن"، ويضم مقتنيات لم تجتمع في معرض من قبل في أضخم حدث من نوعه يقام حول "هولمز" في الـستين عاماً الأخيرة.

"هولمز" الذي ولد قبل 125 عاماً
الغريب أن هذه الشخصية خيالية بامتياز، إلا أنها لاتزال تعيش بين الناس وكأنها من لحم ودم منذ أن أوجدها الكاتب والطبيب البريطاني "آرثر جونان دويل" في أواخر القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا، ويبدو أن "هولمز" سوف لا يموت أيضاً مادام هناك من يعشق مغامراته ويقدر مواهبه في مساعدة رجال الشرطة عندما لا يجدون تفسيراً للجرائم التي تواجههم، ويحترم مهارته في استخدام التفكير المنطقي وفي التنكر والتمويه، إضافة إلى استخدام معلوماته في مجال الطب الشرعي لحل أعقد القضايا.

وبالتأكيد ليس ثمة مدينة مثل لندن لها الحق في الاحتفاء بهذه الشخصية العالمية التي سحرت الناس على مدى 125 عاماً، وكانت شوارع هذه العاصمة وأزقتها جزءاً من عناصر نجاح هذه الروايات البوليسية الشهيرة، التي تبدو مثل شخصيات تخيلية تتنقل في شوارع حقيقية، حيث يعيش "هولمز" في "الويست إند" المزدحمة بالعربات التي تجرها الخيول ومحطة القطار الذي يقله هو ورفيقه (الدكتور واطسون) إلى الأماكن التي يذهبان اليها لمتابعة مغامراتهما. وقد حاول المخرجون الذين حولوا هذه الروايات إلى دراما الإمساك بمزاج هذه المدينة وتوظيف الجو العام والألوان والضوء والضباب، الذي غالباً ما يغلف شوارعها لإضافة مزيد من الالتباس والغموض على أحداث هذه الروايات. أي أن لندن لم تكن إطاراً بل هي شخصية أخرى فاعلة في هذه الحكايات.


أفلام ولوحات ومقتنيات نادرة
خلال جولتنا في هذا المعرض، الذي يحمل عنوان «شيرلوك هولمز.. الرجل الذي لم يعش.. وسوف لن يموت»، لاحظنا هذا الربط الذكي بين ما هو تاريخي ومعاصر، ففي إحدى قاعات المعرض نجد مجموعة من الخرائط لمدينة لندن كل منها تحمل اسم رواية من روايات "شيرلوك هولمز"، مع شاشات تلفزيونية تصور المنطقة نفسها في الوقت الحالي. وفي أحد الأركان شاهدنا نسخة من أول رواية ظهرت في مجلة "ستراند" منذ 125 عاماً، والتي كانت تنشر هذه الروايات على شكل حلقات شهرية حققت مبيعات عالية وصلت إلى أكثر من 500 ألف نسخة.

ويضم المعرض أيضاً نسخاً أصلية من الروايات الشهيرة مثل "مغامرات البيت المجهول" مع الرسومات التي كانت تصاحبها، ودفتر ملاحظات يعود إلى أعوام 1885 – 1889 يشير إلى أول سطور كتبها المؤلف وجاء فيها: "امرأة خائفة ومذعورة تندفع إلى العربة"، والتي كانت الفكرة الأولية لإحدى الروايات.

ويقدم المعرض أيضاً فيلماً وثائقياً نادراً عن لندن في العصر الفيكتوري وحي "بيكر ستريت"، الذي اختاره الكاتب مكاناً يعيش فيه "هولمز" ووضع لشقته رقم 221B، وهو عنوان من مخيلة الكاتب، إلا انه صار عنواناً واقعياً عام 1932، عندما اشترت إحدى الشركات الشقة التي تحمل هذا الرقم وحولتها إلى متحف لشخصية "هولمز" يزوره السياح من كل أنحاء العالم.


وسيستمر المعرض حتى 12 إبريل \ نيسان، وهي فرصة لزوار لندن للتمتع بمشاهدة هذه المقتنيات الاستثنائية التي تقدم للمرة الأولى. وإليكم هذا الفيديو الذي أطلقه المتحف بهذه المناسبة.