قلم رصاص..!!

وهاج خالد
ما أجمل تلك السنين من الصفوف الأولى في مرحلة الطفولة، حينما كانت جميع كتاباتنا بأقلام الرصاص، وكلما نُخطئ نستطيع محوها في نفس اللحظة! كانت أمورنا تتسم بالسهولة حينها؛ لأن جميع أغلاطنا كانت تُعالج مِن قبل مَن هم أكبر منَّا سناً، ولا نتحمل العبء الثقيل جرَّاء مشاكلنا؛ لأننا ومن الأساس ليس لدينا تلك المُشكلات الكثيرة، ولكن بمجرّد أن كبرنا وأصبحنا نخطّ بأقلام الحبر بدأت صعوبات الحياة تسقط علينا شيئاً فشيئاً. كبرنا ثم تعلمنا أن الحياة تزداد صعوبة، وكأنها تتناسب طردياً مع أعمارنا، أو في الواقع هي كذلك، والآن وصلنا لتلك المرحلة، التي نُجزم فيها بأن كل «شخطة» من أقلامنا قد تُكلِّفنا الكثير، ولا نستطيع مَحوَها أو تعديلها. قد تكون هذه الأحرف ما هي إلا تشبيه بسيط لما مررنا ونمرُّ به طوال فترة تنفسنا. المطلوب منك الآن أن تفكّر عدَّة مرات قبل أن تكتب أي كلمة في كتاب حياتك، ولن أقول كما يقول «المبالغون»: فكِّر ألف مرة، ولكن تكفي تلك المرّات القليلة، التي تأخذ فيها الموضوع الذي تهمُّ بكتابته من عدَّة زوايا؛ كي لا تُخطئ خطأً قد يُكلِّفك الكثير. قلم قرارك وحياتك كتابك؛ فلا تكتب به إلا ما تريد منه أن يبقى مخطوطاً في حياتك، وذكرى لمن سيقرأ كتابك بعد مماتك @wahhajmaj