أميرة اليحياوي تفوز بجائزة شيراك بحضور رئيسين فرنسيين

12 صور

 

الشابة التونسية، أميرة اليحياوي، 30 عاماً، تسلمت جائزة «مؤسّسة جاك شيراك» لعام 2014، وهي فتاة ناشطة في المجتمع المدني، ومدوّنة شهيرة، ورئيسة جمعيّة «بوصلة»، وأوّل عربيّة تفوز بهذه الجائزة الهامّة. وتمثل وجهاً من الجيل التونسي الجديد الذي جمع بين العلم والمعرفة وبين الاهتمام بالشأن العام والنشاط في المجتمع المدني.

ولم يكن الأمر المهم في التكريم الجائزة فحسب، بل حضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حفل التسليم الذي أقيم في باريس، وكذلك حضور الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك بنفسه وابنته كلود (وهي نائبة رئيس المؤسّسة)، والسيدة برندات شيراك، زوجة الرئيس السابق. وكذلك آلان جوبيه، الوزير السابق والمرشح الأوفر حظاً للفوز عام 2017 برئاسة فرنسا، وهو الذي تولّى أثناء الحفل تقديم أميرة اليحياوي للحضور، وإعطاء لمحة عن نشاطها وأسباب منحها الجائزة، مشيداً بالعمل الذي تقوم به من أجل بلادها، كما حضر الحفل العديد من السفراء والشخصيات السياسية والفكرية، وجمع كبير من رجال الصحافة والإعلام.
وقد تمّ منح أميرة اليحياوي جائزة مؤسّسة جاك شيراك للوقاية من الصراعات؛ تقديراً لجهودها ويقظتها ونشاطها في مجال الحريّة والديمقراطيّة الناشئة في تونس.
وفي كلمة ألقاها بهذه المناسبة خاطب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أميرة اليحياوي قائلاً: «أنت تمثّلين رمزاً من «الربيع العربي» والفكر الحر»، ووصفها بـ«الشابّة الشّجاعة»، وأشاد بالتزامها، وقال إن الجائزة هي تحيّة للشباب التونسي لشجاعته ونضاله من أجل حياة أفضل.


حياتها في كلمات
وأميرة اليحياوي أمها معلمة، ووالدها قاضٍ، وأجدادها تجار، ووالدها مختار اليحياوي تمرد على الرئيس السابق زين العابدين بن علي عندما كان أول قاضٍ تونسي نشر رسالة في عهده أدان فيها عدم استقلال القضاء، فتم فصله من عمله، وتعرض لشتى أنواع القمع والمضايقات.


المفاجأة

دخل جاك شيراك الرئيس الفرنسي الأسبق القاعة الرئيسية لمتحف «براييلي»، حيث أقيم حفل تسليم الجائزة، وكان يمشي بصعوبة متكئاً على أحد رجال الأمن، فقد أصبح قليل الظهور منذ مرضه، ولكنّه أصرّ على حضور تسليم أميرة جائزتها بنفسه، ولذلك استقبله الجميع بعاصفة من التصفيق ترحيباً به، وقد أسّس الرئيس الفرنسي سابقاً هذه المؤسسة (مؤسّسة جاك شيراك) منذ عام 2007، أي في نفس العام الذي انتهت فيه ولايته، وغادر قصر «الإليزيه» بغية المساهمة في الوقاية من الصراعات والنزاعات في العالم، ونشر الثقافة ومقاومة العنف والجريمة والظلم بمختلف أشكاله.


الجائزة
وتتكون اللجنة التي تختار الفائز كل عام بالجائزة من كبار الشخصيّات من جنسيات مختلفة، ومن وزراء فرنسيين سابقين، وقالت كلود شيراك نائبة رئيسة المؤسّسة إن أعضاء اللجنة قرّروا إسناد الجائزة هذا العام 2014 لأميرة اليحياوي؛ لأنّها من أبرز المدوّنات التّونسيّات، ولأنّها شابّة ملتزمة بقضايا بلادها، وخاصّة بقضايا الجيل الجديد ودفاعها عن قيم الحرية والديمقراطيّة، وقالت أميرة اليحياوي في كلمة ألقتها أمام الحضور في حفل تسلّمها الجائزة إنّ تونس تعيش تطوّراً كبيراً في حياتها السياسيّة، مضيفة أنّ الديمقراطيّة لا يمكن المحافظة عليها؛ إذا لم تتحسن الأوضاع الاقتصادية في البلاد. وسبق أن تمّ عام 2012 منح أميرة اليحياوي جائزة «تريل بليزر» العالميّة تقديراً لدورها في تحسين وضعية النساء في العالم العربي، كما تم اختيارها في العام نفسه كإحدى أكثر النساء تأثيراً في العالم العربي؛ بصفتها مدونة وناشطة في المجتمع المدني.
وأميرة اليحياوي شابّة مناضلة، وقد أطلقت في العهد السّابق بتونس حملة ضد حجب مواقع الشبكة العنكبوتيّة (الإنترنت). وساهمت في العديد من الحملات الأخرى المنادية بالإفراج عن مساجين الرأي، وهاجرت إلى باريس للدراسة والنشاط الحقوقي، وبقيت بها خمس سنوات، ثمّ وبعد الثورة؛ أي عام 2011، أسست جمعية «البوصلة»؛ وهي منظمة حقوقيّة تونسيّة غير حكوميّة ومستقلّة، تدعو إلى وضع المواطن في صلب العمل السياسي، وتصبو إلى ترسيخ قيمة المساءلة في الواقع التونسي والدفاع على الحقوق الأساسية والحريات الفردية.