هواة تخريب البيوت!فن وتكتيك ورسم خطط

11 صور

ليس كل قريب أميناً على مصلحتك، وليس كل غريب عدواً وخرّاباً للبيوت، وبالنسبة لـ«رنا إبراهيم»، صحافية، فقد عانت كثيراً من أقاربها الذين كانوا يترددون لزيارتها، وللأسف الحقد جعلهم وحوشاً، فكان همهم الوحيد هو تخريب منزلها، تتابع: «على وجه الخصوص علاقتي بوالدتي وشقيقي، فعلوها عن طريق تزوير الكلام، ومحاولة إشاعة الفتن والأكاذيب، باتباع أسلوب الدبلوماسية والتودد المفرط، لكنني كشفت هويتهم، فحبل الكذب قصير».

من أهم القصص الحية في خراب البيوت ما يحكيه هشام مدكور، مدرس رياضيات، شاب متزوج حديثاً من زميلة له في العمل، حيث عاش مأساة مع زوجته عندما أطلقت أذنيها لشائعة كاذبة؛ دارت حول وجود علاقة بينه وبين زميلة أخرى متزوجة، فصدقتها، بل وحكت لصديقتها أنها تأكدت من وجود علاقة مريبة تجمع بين الزوج وبين الزميلة، وطالبت صديقتها بقطع علاقتها بهذه الزميلة سيئة السمعة. يتابع: «بكل أسف نفذت الصديقة ما طلبته منها زوجتي، بل وراحت تحكي لبعض الزميلات والزملاء عن تلك العلاقة المزعومة، فبلغ الكلام زوج السيدة المتهمة، الذي بادر بطلاقها دون أن يتبين حقيقة الأمر، وبعد خراب البيت ظهرت الحقيقة، وتأكد الجميع أن العلاقة التي تربطني وزميلتي ما هي إلا علاقة عمل بريئة، فحاولت إصلاح الخراب الذي تم، لكن الأمر أصبح أكثر تعقيداً؛ بعد أن رفضت الزوجة المطلقة المظلومة العودة إلى طليقها، أما زوجتي فقد قمت بتطليقها، رغم أننا كنا في شهور الزواج الأولى.

الحقد والغيرة
تزوجت نيرمين سعيد، مدخلة بيانات في شركة، من محاسب يقيم في بيت العائلة، وتسبب التدخل المستمر من جانب حماتها (في حياتها)، في هدم بيتها وتطليقها بعد عام من الزواج، أنجبت خلاله طفلاً؛ لتعود إلى بيت والدها محملة بمشاعر الحقد والغيرة على كل المتزوجين في محيط عائلتها، ناعية حظها العثِر في الزواج، وإذا بها تجد ضالتها في ابنة خالها المخطوبة لشاب غني ووسيم، بينما العروس متوسطة الجمال وليس فيها ما يغري الشباب، فقررت أن تنصب شباكها على الشاب، فادعت على ابنة خالها وجود علاقة مشينة بينها وبين أحد شباب العائلة، فما كان من الشاب إلا أن فسخ خطبته منها، وبعد شهور تزوج من نيرمين سعيد، وسط دهشة الجميع.


اكتشف الحقيقة
أما أحمد فؤاد، مهندس كمبيوتر، فقد طلق زوجته بعد أن أنجب منها طفلين؛ نتيجة تدخل والده المسن في حياته، ورغم أن زوجته كانت تتفانى في خدمة أبيه، وتوفر له الراحة والنظافة والطعام، إلا أنه كان كثير الشجار معها دون أسباب، وعندما تشكو لزوجها يهدئ من ثورتها ويطالبها بالصبر، على اعتبار أنه عجوز ومريض، وعليهما تحمله وحسن معاملته، لكن الأب كان متغير الطباع، تارة يكون هادئاً، وتارة يكون غاضباً دون سبب، كان لا يعجبه الطعام الذي تطهوه زوجة ابنه، ولا يعجبه غسيلها لملابسه، وكثيراً ما كان يشكو من ضوضاء أحفاده، لكن الطامة الكبرى التي هدمت البيت وقعت؛ عندما زرع العجوز الشك في قلب ابنه تجاه سلوك زوجته، متهمها إياها زوراً وبهتاناً بعلاقة مع أحد سكان العقار، وهنا لم يجد أحمد مفراً من تطليقها، لتذهب هي وأطفاله بعيداً عنه، وعندما اكتشف الحقيقة، وأراد أن يعيد زوجته، اشترطت عليه الإقامة في بيت منفصل، ولكنه لم يستطع.


جلسات النميمة
يرى عبدالعزيز الفلاحي، باحث إماراتي وأخصائي في علم النفس، أن هذه الظاهرة السلبية تأكل المجتمع كما تأكل النار الحطب، داعياً إلى التصدي لهذه المشكلة؛ لأن تأثيرها مدمر في الحياة الزوجية، فهي لا تؤدي للطلاق فقط، وإنما يمتد أثرها لما بعد الانفصال، وهناك حالات لا يحدث فيها الطلاق، وإنما تصاب الحياة الزوجية بالشلل التام والانفصال داخل البيت، مضيفاً أن أسباب الظاهرة في الأساس ترجع لتطفل بعض الناس على الحياة الشخصية؛ لمعرفة خصوصيات بعض البيوت تحت شعار «سرك في بئر»، فلا يصبح السر سراً، ولا تظهر هذه البئر.



نصائح لرد الخراب:
1- على الزوجين أن يتمسكا بأسرار منزلهما.
2- احرصا على عدم التحدث عن العلاقة الحميمة للغير، حيث يتعمد العديد من الأزواج التحدث بها مع أصدقائه للتفاخر أو للشكوى.
3- لا تقحما آباءكما في حياتكما، ولو بهدف الاطمئنان، أو كنوع من الوصاية؛ نتيجة تعودهم على التدخل كأنه حق من الحقوق.
4- لا تقمعا كل مرة من يحاولون تقديم النصيحة، ولا مانع من أن تمنحاهم فرصة التعبير عن مخاوفهم أو قلقهم تجاه صحة الأطفال مثلاً.
5- خذا الأمور ببساطة، وتمتعا بخفة الظل عند الحديث مع الأهل، وحاولا إضحاكهم وإسعادهم بما ينسجم مع جيلهم وعقلياتهم، فذلك سيساعد على تقليص أي توتر قد ينتج عن الانفعال، كما أنه سيعطيكم فرصة التعبير عن رأيكم بطريقة أكثر تأثيراً، ويكسبكم ثقتهم وحبهم على المدى البعيد.