مررت بقراءات عدّة عن الرجال وعلاقاتهم مع مشاعرهم، وتحديداً في نقطة التعبير عن مشاعرهم لكائنٍ من كان في حياتهم وعلاقاتهم، واتفق المختلفون على أن الرجل بطبيعته جاف في التعبير عن حبه ومشاعره، وغالبية الرجال يجتمعون على قول (لا حاجة للتعبير عن المشاعر بالكلام، فلطالما أنه يفعل كل ما يدل على الحب)، ولكن إن وضعنا أنفسنا في المنتصف فسنجد أن حتّى هذا الرجل الذي يقول إنه لا فائدة من كلام الحب والمشاعر هو أكثر الرجال حاجةً لهذا الكلام التعبيري، الذي ﻻ يمكن لأي كائن يملك ولو القليل من المشاعر أن يحيا بدونه، فإن كان زوجاً فهو يبحث عن الكلام الجميل من زوجته، وإن كان ابناً فهو يبحث عنه من أهله وعائلته، وهلمّ جرّى.
ولكن الغريب في بعض الرجال والأزواج تحديداً هو أنهم لا يعترفون بحبهم لزوجاتهم، ويرون أنّه من العيب أن يدلّع زوجته بكلمات هي في الواقع من أبسط حقوقها كزوجة، قد تستغرب الآن وأنت تقرأ مقالتي هذه؛ كيف لي أن أناقش موضوعاً كهذا، فأولاً إن كنت تراه سهلاً وبسيطاً فأنت ﻻ تفقه شيئاً، والله أعلم، وإن كنت لا تعلم بأنه في حالة ازدياد في المجتمعات التي حولنا فهاهنا بالطبع أنت ﻻ تتابع أيّاً من البرامج والمسلسلات، أو حتى مواقع التواصل الاجتماعي.
قلة الكلام والتعبير عن الحب بين كل طرفين في الحياة سواء إخوة أو أصدقاء أو أزواجاً أو في أي علاقة إنسانية تتكون من اثنين، فقلة الكلام والتعبير قد تصنع فجوة بينهما، وعبر الزمان ستكبر الفجوة؛ حتى تصبح عميقة ﻻ يمكن إغلاقها، ولا حتى بسيل من الكلمات أو الأشعار أو الأغاني، فلذلك لا تخف ما بداخلك لأي شخص كان، وعبّر عمّا بداخلك بكل صراحة وشفافية، فصدقني كل إنسان منّا يحتاج إلى أن يعرف قدره في قلب الآخر، والحياة أقصر من أننا نموت ونحن لا نعلم عن المشاعر التي يكنّها لنا من حولنا، وإن كنت وصلت إلى هذا السطر الأخير فاسمح لي بأن أخبرك بأنني أحبك
@wahhajmaj