الأعذار والاعتذار..!!

وهاج خالد
تكثر في حياتنا المشاكل والاعتذارات، وفي كثير من الأحيان نحتاج أن نعتذر أو نعذُر من اعتذر منّا، وفي بعض الأحيان ننتظر ممن أخطأ بحقنا أن يعتذر لنعذره، ولن أتطرق للحديث عن ذلك الشخص الذي يخطئ في حقنا ولكنّا نحن من نعتذر منه؛ وذلك لمكانته الخاصة في قلوبنا. بطبيعة الحياة، والتي تشابه البحر في صفاتها، فهي غامضة، صعبة، مخيفة، ﻻ أحد يعلم ما تخبئه له، وأين ومتى تنتهي؛ لذلك كما تحرك الأمواج البحر تحرك المشاكل حياتنا، وإلا ستكون حياتنا راكدة ﻻ موجَ فيها. كوننا نعذر ذلك الشخص الذي يأتي إلينا متأسفاً عمّا بدر منه تجاهنا لا يعني أننا ضعفاء، ولكنه يعني أننا نُقدّر من يأتي إلينا يكنُّ لنا الاحترام والتقدير ليعتذر عمّا فعله، ولكن في نفس الوقت لا يعني أن هذا ضوء أخضر بأن يأخذ من الغلط في حقنا والاعتذار منا روتيناً يفعله كلما أراد أن يكسر روتين حياته!! وفي الجانب الآخر من الموضوع سيخطر في بالك أولئك الأشخاص الذين لا يعذرون من يأتي إليهم، ولا يسامحون من يستسمح منهم أبداً بسبب الكبرياء والغرور، الذي سيجعلهم في يوم من الأيام وحيدين لا أحد حولهم بسبب غرورهم التافه. في نهاية اليوم نصنف الناس إلى قسمين: يقبلون العذر، وهذا القسم لا أوجه له كلمة غير أنه يجب عليه أن يستمر بتقدير من يعتذر منه، ولكن بحدود هو يعلمها أكثر من غيره، وأما عن المتكابرين على أنفسهم، فلن أكثر عليك بالقول أكثر من أنه يجب عليك أن تضع نفسك في مكان من أخطأ بحقك؛ لتعلم كيف سيكون إحساسه حينها..!! @wahhajmaj