ما بعد انتهاء العلاقات..!!

وهاج خالد
| نمر في حياتنا بعلاقات إنسانية متعددة، منها صداقات أو علاقات عمل أو محبة، أو غيرها الكثير، ومن أساس الحياة أنها تتكون من تلك العلاقات الإنسانية، التي لا يعيش بدونها الشخص. فشخصٌ، لا يعيش، ولا يملك علاقات إنسانية، كما سبق ذكرها، هو في عداد الموتى؛ إن كان يعيش وحيداً، ولكن كثيراً ما تنتهي تلك العلاقات بسبب ظروف الحياة، وتتبدل من شخص لآخر، وحياتنا كمحطات القطار، أشخاصٌ يدخلونها، وآخرون يخرجون منها، وما جعلني أكتب كلماتي هذه هو نوع من انتهاء العلاقات، لا يحبذه أحد منّا، وهو أن تنتهي تلك العلاقة بمشكلة أو خلاف أو ما شابه، وهنا يتبين لنا معادن الأشخاص، ومنهم الفاسد، ومنهم المميز، ومنهم «المُش ولابد». فالمميز والصالح منهم ستجد أنه لن يتحدث عن المشكلة، وعمّا حصل فيها، وأن يكتفي بالقول انتهت علاقتي مع فلان بخيره وشره. وأما الـ«المُش ولابد»، فهو الذي سيأخذ دور المسكين، الذي لا يريد التحدث عمّا حصل، ولكنه يلمّح بأنه ليس المُخطئ، وأن الخطأ على ذلك «الفلان»، وهذا النوع الذي يسبب عسر الهضم والتفكير من أسلوبه الرخيص. واسمحوا لي بفرقعة أصابعي قبل الكتابة عن ذلك النوع الفاسد المتعفن النتن «سامحوني أخذني الحماس». هذا النوع الذي يقوم بنشر أسرارك وفضائحك، التي أمنته عليها، قبل أن تحدث مشكلة تجعله يصبح كـ«الوليّة» الميت زوجها، التي تصوح وتنوح؛ رغبة منها في إيصال صوتها لأكبر قدر ممكن من الناس. عزيزي: الوليّة حين تنتهي علاقاتك بشخص، لا تفضحه، ولا تخبر بأسراره أحداً، فيكفي أنه كان يعتبرك يوماً ما إنساناً يستحق حفظ الأسرار. وأختم بعد إطالتي هذه، أن هذه المواقف والقصص، هي عِبَرٌ لنا ألا نأتمن أحداً على أسرارنا، فأسرارنا في بعض الأحيان كالأسلحة التي نسلمها لأطفال عابثين، لا يُحسنون التصرف بها، وقد يطلقون علينا رصاصها في يومٍ من الأيام @wahhajmaj