تعرفي على حجر رشيد.. مفتاح فك رموز اللغة الهيروغليفية بمصر

حجر رشيد
تُظهر هذه الصورة التي التقطت في 23 يوليو 2022 منظرًا لحجر رشيد في المتحف البريطاني في لندن. حجر رشيد - لوح بازلت يعود تاريخه إلى عام 196 قبل الميلاد يحمل مقتطفات من مرسوم مكتوب باليونانية القديمة ، وهو نص مصري عام قديم يُدعى الديموطيقية والهيروغليفية (Photo by Amir MAKAR / AFP)
حجر رشيد
يشاهد الزوار حجر رشيد في المتحف البريطاني بلندن في 26 يوليو 2022. حجر رشيد - لوح بازلتي يعود تاريخه إلى عام 196 قبل الميلاد (Photo by Amir MAKAR / AFP)
حجر رشيد
حجر رشيد
2 صور

من المعروف أن حجر رشيد هو مفتاح فك رموز اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة، ومن ثمّ فهو أحد أشهر الأحجار بالعالم، وفي ظل الاحتفال بذكرى اكتشاف حجر رشيد (15 يوليو)، واقتراب الاحتفال بمرور قرنين على فك رموز الكتابة المصرية القديمة ونشأة علم المصريات (خلال الشهر القادم)، سيدتي تعرفك على حجر رشيد، هذا الحجر المصري الفريد، وأين يقع، وكيف تم فك رموز الكتابة المصرية القديمة بالسياق التالي..

  • عُثر عليه من مصادفة

يقول أمين عبد الستار، موظف بوزارة السياحة والآثار لسيدتي: العثور على حجر رشيد كان من قبيل الصدفة البحتة، فقد عثر جنود في جيش نابليون بونابرت في 15 يوليو 1799 أثناء أعمال ترميم، وحفر أساسات لزيادة تحصين قلعة قايتباى بالقرب من مدينة رشيد المصرية في دلتا النيل، حيث كلف القائمون بالحملة الفرنسية على مصر أحد المهندسين الفرنسين ويُدعى، بيير فرانسوا بوشار (1771-1822) ، بإجراء أعمال ترميم وإصلاح قلعة قايتباى وقد عثر الجنود على الحجر بساحة القلعة الخارجية.
يؤكد عبد الستار أن الحجر تم العثور عليه مكسورًا وغير مكتمل، يبلغ ارتفاع الحجر ما يوازي مترا وعرض 73 سنتيمترًا وسمك 27 سنتيمتراً، وعندما رآه المهندس الفرنسي بوشار، وكان معجبًا بالحضارة الفرعونية ومدركًا لأهميتها، فأدرك أهمية الحجر، ولكنه لم يدرك أنه سيكون السبب في فهم لغة وحضارة احتار العالم في فهمها.
يقول عبد الستار: ترجع أهمية حجر رشيد أنه كان السبب في فك رموز الحضارة الفرعونية وهو حجر من البازلت الأسود يعود تاريخه إلى عام 196 ق.م، ومسجل عليه محضر تنصيب الكهنة الملك بطلميوس الخامس، وسجل كهنة منف.

• حجر مكتوب بثلاث لغات


الكتابة على حجر رشيد هي رسالة رسمية تسمى مرسومًا عن الملك والمرسوم عبارة عن نص محفور كُتب بثلاثة لغات، (يتم نسخ المرسوم على ألواح حجرية كبيرة تسمى اللوحات، كانت توضع في كل معبد في مصر، وكان منها اللوح الذي عُثر على جزء منه هو حجر رشيد)
تمثل الكتابة مرسوم يؤكد دعم كهنة المعبد في منف للملك بطليموس الخامس الذي حكم من 204 إلى 181 قبل الميلاد، وذلك في الذكرى الأولى لتتويجه.
1- الهيروغليفية وهي اللغة الدينية الرسمية للمرسوم الكهنوتي في مصر.
2- الديموطيقية لغة الشعب، او لغة الكتابة المصرية المستخدمة للأغراض اليومية.
3- الإغريقية أو اليونانية وهي لغة الإدارة والمكاتبات الرسمية حيث كان حكام مصر في هذه المرحلة من اليونانيين المقدونيين بعد غزو الإسكندر الأكبر.

• أثر فرعوني مصري بالمتحف البريطاني


يؤكد عبد الستار أن الحجر يوجد بالمتحف البريطاني، فبعد فشل حملة نابليون بونابرت في مصر، أصبح الحجر ملكًا لبريطانيا بموجب شروط معاهدة الإسكندرية عام 1801، إلى جانب الآثار الأخرى التي عثر عليها الفرنسيون خلال تواجدهم في مصر. وقد تم سفر الحجر إلى إنجلترا، إلى جانب الآثار الأخرى التي عثر عليها الفرنسيون.
تم شحن الحجر إلى إنجلترا ووصل إلى ميناء بورتسموث في فبراير 1802، وقد تم عرضه بنفس العام بالمتحف البريطاني بلندن، ولم تنجح أي من جهود استعادته لمصر على مر السنين.
بحسب الموقع الرسمي للمتحف البريطاني britishmuseum.org، حجر رشيد يحتوي على 14 سطراً من الكتابة الهيروغليفية تتضمن خرطوشًا يظهر اسم بطليموس (مكتوب من اليمين إلى اليسار، مع تكريم مصري)، 32سطرًا في الديموطيقية، 54 سطرا من اليونانية القديمة.

• كيف تم فك شفرة اللغة الهيروغليفية

يشاهد الزوار حجر رشيد في المتحف البريطاني بلندن في 26 يوليو 2022. حجر رشيد - لوح بازلتي يعود تاريخه إلى عام 196 قبل الميلاد (Photo by Amir MAKAR / AFP)


بحسب الموقع السابق (britishmuseum.org،) كانت هناك محاولات كثيرة لفك رموز لغة الحضارة الفرعونية الشهيرة منها
- محاولة السويدى توماس أكربال
- محاولة الفيزيائي البريطانى توماس ينغ
- محاولة الفرنسي جان فرانسوا شامبليون والذي نجح في فك رموزه بمضاهاة حروف اللغة المصرية القديمة ببعضها البعض
وكانت اللغة الهيروغليفية قد انتهى استخدامها بعد فترة وجيزة من نهاية القرن الرابع الميلادي، حيث اختفت معرفة كيفية قراءتها وكتابتها حتى السنوات الأولى من القرن التاسع عشر عندما باءت محاولة شامبليون بالنجاح وكتب اسمه بحروف من نور ليكون أول من أفصح عن الكتابة الهيروغليفية وفك رموزها، من خلال مضاهاتها باللغات الأخرى المكتوبة على الحجر.
يذكر أن حجر رشيد يُعرض في المتحف البريطاني منذ عام 1802، وتم نقله مرة واحدة فقط لمكان آمن قرب نهاية الحرب العالمية الأولى، في عام 1917، عندما كان المتحف قلقًا بشأن القصف العنيف في لندن، نقلوه إلى مكان آمن مع أشياء أخرى محمولة "مهمة". قضى الكائن الأيقوني العامين التاليين في محطة على سكة حديد المترو البريدي 50 قدمًا تحت الأرض في هولبورن.
يمكنك رؤية حجر رشيد وزيارته عن بُعد من خلال visit it on Google Street View.
بحسب الصفحة الرسمية لوزارة السياحة والآثار المصرية عبر الفيس بوك ستحتفل المتاحف المصرية والعديد من المؤسسات المختصة بعلم الإيجبتولوجي (علم المصريات) بالعالم، بالعديد من الفعاليات خلال الشهر القادم بمرور قرنين على فك رموز الكتابة المصرية القديمة ونشأة علم المصريات.
يمكنك متابعة المزيد من خلال المتحف البريطاني يحتفل بفك رموز حجر رشيد