«بسيطة ما تستصعبهاش»..!!

وهاج خالد
الحظ، وما أدراكم ما الحظ! لعلّه الشيء الوحيد الذي نتفق كلنا أننا بحاجةٍ إليه، ولعلّه الشيء الوحيد الذي لا يلتفت إلينا، حينما نكون نحتاجه، وكلنا نعاني من أن حظوظنا في الحضيض، أما عن نفسي فحظّي. «زي وجهي»، وأكاد أجزم بأن هذا التشبيه قد يكون أبلغ تشبيه أشبّه به حظي، وعلّ هذا السوء في حظوظنا يعود إلى فقداننا للتفاؤل بالخير؛ متجاهلين حديث المصطفى صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم «تفاءلوا بالخير تجدوه». وقد نكون نتفاءل بالخير، ولكننا لا نجد أن هذا التفاؤل وقف معنا، وأصلح حظنا، وهذا يعني بكل تأكيد أن ما كنّا نريده، لم يكن خيراً لنا، فالله سبحانه وتعالى لا يختار للعبد إلا ما فيه الخير له، فلو اطلعنا على ما كان سيصيبنا، إن صار ما كنا نريده، فبالتأكيد لكنّا اخترنا ما أصابنا من سوء حظ؛ كونه سيكون أفضل لنا مما كان من الممكن أن يصيبنا. أعجبتني مقولة من شعر أو أغنية قال قائلها فيها: «إن حظّي كدقيق، فوق شوكٍ نثروه، ثم قالوا لحفاة يوم ريحٍ اجمعوه»... يااااا سااااتر.. لماذا ينتابني شكّ بأن كل من قرأ هذه العبارة قال في نفسه: «هذا حظّي بالضبط»!! أجزمنا جميعنا بأن لدينا مشكلة في حظوظنا؟ فلنحاول محاولةً جماعية بأن نتفاءل بالخير، ونضع ما ذكرته سلفاً أمامنا بأن كل ما سيصيبنا في حياتنا خير، سواء كان وفق رغباتنا أو عكس رغباتنا؛ لأنه اختيار الخالق -سبحانه وتعالى- لنا، وننسى أن حظوظنا سيئة، ونكثّف محاولاتنا للتفاؤل بالخير، والقبول بكل ما يحصل مهما كان؛ لنستسهل الحياة، ونحاول أن ننظر للجانب المشرق في كل أمورنا، فأغنى أغنياء العالم «بيل غيتس» كان حظه مثل وجهي أيام دراسته، وكان فاشلاً دراسياً، وهذا يدل على سوء حظه حينها، ولكنّه الآن «أغنى أغنياء العالم»، فقد يسوء حظك مرة ومرتين وعشر مرات، ولكن لابد من أن ينهض في يومٍ ما؛ لتصبح حياتك أفضل. لا تحجّم المواضيع، واقبل بحياتك كما هي؛ فالحياة «بسيطة ما تستصعبهاش»..!! @wahhajmaj