هل تحلمين بالعيش مائة عام؟

عبد الله باجبير

من منا لا يراوده حلم العيش مائة عام متمتعاً بالصحة العقلية والجسدية.. في تحقيق نشرته مجلة «التايم» الأميركية مؤخراً، كشف فيه بعض المعمرين عن سر العمر الطويل وسر احتفاظهم بصحتهم العقلية والجسدية.

«مارجريت ديل» أميركية في السادسة والتسعين من عمرها، تعمل سائقة خاصةلبعض من أصدقائها ممن هم أصغر منها سناً والذين أصبحت القيادة بالنسبة لهم عبئاً لا يطيقونه، وليست القيادة وحدها التي تشغل اهتمام مارجريت، فهي تحب شغل الإبرة وتصنع ملابس الأطفال وأغطية تهديها للأمهات الفقيرات، كذلك تمارس لعبة التنس التي تعشقها مرتين في الأسبوع. أوضحت مارجريت أنها لم تدخن في حياتها ولم تشرب الخمر وتعشق الشوكولاته والآيس كريم.

تبلغ «كولومبيا مارتي» من جزيرة سردينيا العام الثالث بعد المائة وتمارس يومياً رياضة السير على الأقدام، مستندة إلى عكازها على شاطئ خليج  كابوتستابا بالساحل الشمالي لجزيرة سردينيا، لكن كولومبيا تفتقد رياضة التجديف التي كانت تمارسها بعد أن اضطرت إلى هجرتها منذ ثماني سنوات عندما كانت في الرابعة والتسعين، وذلك بعد أن نصحها الطبيب بالتوقف عن خروجها المعتاد بقاربها الخشبي، ويؤكد جيران كولومبيا أن سر احتفاظها بحيويتها تكمن في مداومتها على شرب المياه الجوفية ولبن الماعز.

أما سيرتود توجتشي من جزيرة أو كيناوا اليابانية، فقد أكمل عامه الثالث بعد المائة وما زال يستيقظ في السادسة صباحاً ليمارس بعض التمرينات الرياضية بعدها يتناول إفطاره، ثم يمضي ساعتين في التقاط الحشائش الضارة من مزرعته الصغيرة ثم يذهب لشراء احتياجاته. وبعد أن يتناول غداءه يعود للعمل في المزرعة لساعتين أو أكثر قبل أن يمضي أمسيته في الاستماع الى أغانيه المفضلة التي عشقها في صباه.

وفقاً لدراسة أحدثها مؤخراً لوزارة الصحة في اليابان لتفسير ظاهرة تزايد المعمرين هناك، أرجع الباحثون سبب هذه الظاهرة إلى الجينات المولود بها الإنسان، وأسلوب الحياة، ومدى البعد عن التوتر، وحول أكثر هذه العوامل الثلاثة تأثيراً في ظاهرة أطول العمر، درس علماء سويديون عينة من الأشخاص يشتركون في الجينات، لكنهم يختلفون في أسلوب حياتهم، وتوصلوا إلى أن نسبة تتراوح بين 20  إلى%30  من أسباب طول العمر تحددها الجينات، أما باقي العوامل فيحددها أسلوب الحياة.

وفي دراسة أخرى قامت بها جامعة أتوا الأميركية توصلت إلى أن المعمرين في أميركا يختلفون عن بعضهم بعضاً في الجينات، لكنهم جميعاً يشتركون في تجنب المشروبات الكحولية والتدخين والكافيين ومن ثم فهم يعيشون نحو ثماني سنوات أكثر من أقرانهم.

وإذا كان من الصعب على الإنسان أن يغير جيناته فبالطبع يمكنه تغيير أسلوب معيشته من حيث كيفية تناوله للطعام وللشراب وممارسة الرياضة، ويرى العلماء أن بوسع الإنسان العيش لخمسة وعشرين عاماً بعد الستين في صحة جيدة إذا التزم ببعض السلوكيات المتعلقة بالصحة.

يذكر أن العلماء من المعهد الأميركي القومي للصحة ومن وزارة الصحة اليابانية يتتبعون منذ عام 1976 المعمرين في جزيرة أوكيناوا وتوصلوا إلى أن نموذج الحياة له تأثير كبير في هذا الشأن، فالمعمرون في تلك الجزيرة يمارسون النشاط البدني والعقلي، ويعتمدون في غذائهم على الطعام قليل الدسم والملح، الذي يضم الكثير من الفاكهة والخضراوات المليئة بالألياف ومضادات الأكسدة التي تحمي من السرطان وأمراض القلب والسكتة، ولا يقتصر الأمر على مكونات الطعام وإنما على كميته أيضاً، فهم يتبعون فلسفة تنص على الشبع بنسبة %80  فقط مما يعطي سعرات حرارية لا تزيد على1800  سعرة حرارية يومياً على العكس من دول الغرب التي يتجاوز الناس فيها 2500 سعرة حرارية يومياً.

وفي رأي العملاء فإن الإقلال من السعرات الحرارية له تأثير كبير على طول العمر بالإضافة إلى أن أهالي جزيرة أوكيناوا اليابانية تتضاءل عندهم نسبة الإصابة بالزهايمر الذي يصيب كبار السن مقارنة بأقرانهم الأميركيين والأوروبيين.

 

أشياء أخرى:

«الزوجة المثالية تساعد زوجها على شؤون البيت»