قولي لا.. ولا يهمك!

عبد الله باجبير


في كثير من الأحيان، نقول «نعم»؛ حتى لا نؤذي مشاعر الآخرين، وتكون النتيجة أن نؤذي أنفسنا، وأكثر الناس استخدامًا لكلمة «نعم» هن النساء، اللاتي لا يعرفن كيف يقلن «لا» دون أن يشعرن بالذنب، ولا يعرفن كيف يستخدمن كلمة «لا» في حياتهن، بقدر من المهارة والحساسية دون أن يجرحن المحيطين بهن.

في كتاب (كيف تقول لا دون أن تشعر بالذنب) للكاتبين الأميركيين، باني برايتان، وكوني هاتشن، ما يؤكد أن معظم الناس تحترم هؤلاء الذين يصنعون قراراتهم، ليس بدافع الإحساس بالذنب، وإنما بدافع الحب، وأنه من الممكن قول «لا» لأي مطلب بطريقة تجعل الشخص الآخر لا يغضب.

عادة ما تشكل كلمة «لا» خطرًا على علاقتنا بالآخرين، لذلك يجب استخدامها بمهارة، حتى لا نخيب أمل من نهتم بهم، ولا نجرح مشاعرهم، خصوصًا من الذين يتلقون كلمة «لا» كالزوج أو الزوجة أو شريك العمل أو الصديق القريب، وهؤلاء جميعًا قد يحاولون تغيير رأينا باستخدام وسائل الضغط، كالدفاع والتملق أو التهديد أو المقايضة أو مصيدة الذئب.

لكن كلما كانت علاقتنا بهؤلاء قوية، يصبح من الصعب النطق بكلمة «لا»، ويصبح الحث على أن نقول «نعم» تحت الضغط مزعجًا لنا وغير مفيد لهم.

ربما الذين اعتادوا القيام بأشياء لا يريدون القيام بها، يعتقدون أنهم لطفاء ومتعاونون، لكنهم في حقيقة الأمر يتمنون لو يعرف الآخرون أنهم غير سعداء، وأنهم اضطروا للموافقة لأنهم يريدون تجنب الصراع مع الطرف الآخر.. وكمثال على ذلك، نجد بعض الآباء والأمهات لا يرفضون طلبًا لأولادهم، سواء كان يتعلق بالمظهر السلوكي أو التربوي، اعتقادًا منهم أنهم يعوضون أولادهم فترات غيابهم عن المنزل بسبب انشغالهم في العمل.

في رأي مؤلفي كتاب (كيف تقول لا دون أن تشعر بالذنب) أنه عندما يعيش المرء حياته وهو مصمم على أن يسعد الجميع، فإن هذا يحمله أشياء وتجارب لا يمكن أن تُسعده نهائيًا، وهذا ينطبق أيضًا على المواجهات اليومية الدائمة مع الغرباء والأقرباء، ومثال على ذلك، ملاحقة الباعة لنا ونحن نسير في إشارات المرور، ورغبة مصفف الشعر أن يجري تسريحة شعر جديدة على شعر امرأة.

ينص الكتاب على ضرورة أن نقول «لا»، لكل الأشياء غير الضرورية التي تغزو حياتنا اليومية، لأن هناك مئات من اللاءات اليومية التي يتعين علينا قولها حتى لا نفسد حياتنا إذا استعضنا عنها بكلمة «نعم» كنوع من المجاملة أو من تجنب الصراع، أو أن هناك من أفراد العائلة من يستحق المساندة العاطفية، لأن قبولنا بذلك سوف يعرّضنا لضغط نفسي وعصبي.

 من ذلك قصة «الحماة» وهي قصة تقليدية.. فالحماة دائمًا -أو عادة- مزعجة، سواء أكانت أم الزوجة أو أم الزوج.. فدائمًا ما يعرض على زوجته حضور أمه للإقامة معهم.. نظرًا لأنها وأنها.. أو تعرض الزوجة نفس الاقتراح من أجل أمها.

والحقيقة أن الزوجة إذا كانت غير راضية عن حضور حماتها، فيجب أن تقول «لا».. وتقترح زيارات متقطّعة تقوم بها لحماتها.. أو تقوم حماتها بها. فإقامة الحماة في المنزل عبء على الزوج أو الزوجة.. وإن كانت هناك حموات طيّبات، ترحب الزوجة أو الزوج بإقامتها معهما في منزل الزوجية.

ومن ذلك الزوج الذي يدعو أصدقاءه في البيت مرارًا وتكرارًا مما يرهق الزوجة.. وكذلك تغيّب الزوج المتكرر دون أسباب واضحة.. أو إنفاقه مبالغ كبيرة على ملذاته وسهراته.

يجب أن تقولي لمثل هذه الحالات -وكل حالة تجدين أنها لا تريحك- «لا».. ولا يهمك.

أشياء أخرى:

«أسعد سيدة تتزوج عالم آثار.. كلما تقدمت في السن زاد بها غرامًا»