علاقات خارج الزواج!

عبد الله باجبير

 

الخيانة 

الزوجيَّة كلمة مقيتة تكرهها المرأة؛ لأنَّها تصيب أنوثتها وكبرياءها وكرامتها في مقتل. ولعل المرأة أكثر شكوى من غدر الرجل.. فهل حواء أوفى وأشد إخلاصاً من الرجل؟!

الرجل بلا شكٍّ أوسع حريَّة في علاقاته.. فبينما المرأة هي قعيدة البيت، أو أسيرة المواصفات، والأعراف الاجتماعيَّة -حتى وإن كانت تعمل- نجد قيود الرجل أخف وطأة، وتصرفاته أكثر قبولاً لدى المجتمع.. وما يقبله على الرجل يرفضه من المرأة، ويصمها بالعيب والعار.. لهذا فإنَّ نسبة الخيانة الزوجيَّة في المجتمع العربي بلا شكٍّ لا تقارن بالمجتمعات الغربيَّة.. فالدين أولاً عاصم وجدار يصد الخيانة باعتبارها إثماً فظيعاً، وعقابه وجزاؤه أفظع، كذلك القيم التي تتربى عليها المرأة العربيَّة، والتي تجعل الخيانة بالنسبة لها إثماً أفظع، مضاعفاً دينياً وأخلاقياً واجتماعياً، ونسبته أقل من الرجل.

وأنواع الغدر العاطفي تأتي بعد الزواج... فالشركة قد تكون عندما يتعاقد اثنان على الحب والوفاء والسير معاً في طريق الحياة.. ويأتي أحدهما في مسافة من الرحلة ويترك رفيقه ويذهب إلى غيره، ويكتشف الآخر هذا الغياب، ثم يعرف أنَّ (طيره لاف على غيره)، ويشعر بالطعنة تصيب قلبه، فتدميه. وقد يندمل الجرح أو لا يندمل، ويظل ينزف إلى آخر العمر، بقدر الثقة التي أولاها للآخر، وبقدر الثمن الذي دفعه. وتكون طعنة الغدر أكثر إيلاماً، فهذا إعلان منه إلى المرأة بأنَّه وجد من هي أفضل منها.

فأين المرأة التي تعترف بأنَّ هناك من هي أفضل منها؟! والسؤال هنا.. لماذا يخون الرجل؟! عندما يشعر بتبدل وتحوّل مشاعره وعواطفه بعد الزواج.. عندما يشعر أنَّ الحبَّ تغير.. تبدّل... أن فاتنته لم تعد فاتنته.. لم يعد يسمع منها الكلام الدافئ الذي كان يُرضي غروره ورجولته، عندما لا تشعره كم هو مميز ورائع وجميل، وعندما تظهر امرأة جديدة تنير حياته بكلماتها وتشعره بأنَّه مميز ومختلف وجميل.. هنا تضعف مقاومته ويسهل عليه الدخول في علاقة مع تلك التي أشعرته بتميزه وأهميته. وخصوصاً عندما يمرّ الرجل بأزمة منتصف العمر أو المراهقة المتأخرة، التي يبحث فيها الرجل عن رفيق آخر يُشعره بأنَّ عنفوان الشباب سيعود على يد رفيقة جديدة، عندها يسهل انزلاق الرجل في الخيانة.