زواج زوجي!

عبد الله باجبير

 

أنا سيدة مغربية الأصل خليجية الجنسية.. تزوجت منذ 16 سنة عن طريق المراسلة.. لديَّ أربعة أطفال.. فوجئت منذ لحظة زواجي الأولى بطباع زوجي السيئة، وسوء معاملته، فهو عنيد شكاك.. لم يراع أنني في غربة بعيدة عن أسرتي وأهلي.. لكني صبرت وتحملت ومرت الأيام والسنين.. وأنا أصبر نفسي بأنه سوف يتغير.. لكنه ازداد سوءًا.. منعني من زيارات الجيران، فلا صداقات ولا دراسة، ولا شيء أطلبه ينفذه حتى ولو كان متاحًا لمجرد أنني أريده.

عرفت مؤخرًا أنه متزوج من أخرى وهو يداري كذبه وأفعاله وتصرفاته بالسفر بين الحين والآخر بصحبة أصدقائه لإحدى المحافظات على سبيل الإجازة.. وذات مرة أخبرني أنه سيسافر بصحبة أصدقائه، لكن حدث أن رأته أختي في المغرب وإلى جواره فتاة، وقد صبغ شعره وغير نوع ملابسه، عرفته أختي وحاولت ملاحقته.. لكنه هرب منها.

أخبرت أهلي فذهبوا يسألون في الفندق الذي ينزل به.. فعرفوا أنه نزيل الفندق الفخم ومعه زوجته.. أصابهم الذهول.. استدعوا الشرطة التي استدعت السيدة فأكدت أنها زوجته.. لكن التشريعات في المغرب لا تسمح لأي كان، مهما كانت جنسيته أن يتزوج بامرأة ثانية من دون موافقة الزوجة الأولى.. ثم اتضح أن عقد زواجه مزور.

عاد زوجي من رحلته بلا حقائب.. كان يعلم أنني عرفت القصة.. لكني تظاهرت بأنني لا أعلم.. تصور فجيعتي وذهولي بزوجي العائد من رحلة الزواج.

أسرتي وأسرته علمتا.. ثم اعترف فقال تزوجت والمعاملة في طريقها لتكون قانونية.. بعد أيام حزم أمتعته.. أخبرني أنه مسافر لمدينة أخرى.. لكنه غاب ليعود ومعه زوجته الجديدة.. كل هذا وأنا ما زلت بطلة هذا الفيلم.. أمثل دور الزوجة المخدوعة البلهاء.. واكتفيت منه كأب وزوج أن يأتي آخر اليوم لينام في منزله، وسط أطفاله وكأنه نزيل فندق عائلي.

استفزه صمتي وتجاهلي لزواجه من غيري.. فقرر أن يفضح حاله أن يستفزني ليقول لي بملء صوته.. تزوجت عليك.. نعم إلى متى ستستمرين في تمثيلك.

ضربني وتعالى صراخي.. فجاء والداه لنجدتي.. حيثُ يسكنان بنفس العمارة، لكنه أكمل ضربي أمام والدته وأطفالي الذين حضروا من مدارسهم على هذا المشهد.. ابني الصغير بكى وصرخ بوالده.. لا تضرب أمي، لكنه صرخ لا أريدها في بيتي، أنا عندي ستها التي ستربي أولادي.. الحال بقي كما هو.. أنا في منزلي لا مكان آخر ألجأ إليه.. يغيب عن المنزل بالأيام..

أرجوك انصحني ماذا أفعل؟ خسرت20  كيلوغرامًا من وزني.. أريد زيارة طبيبة نفسية..أريد أن أسافر لأسرتي، لكنه منع أولادي من السفر معي وأنا لا أستطيع تركهم؛ لأنني أتوقع إن فعلت يرسل لي ورقة الطلاق.. فيضيع كل شيء، وأطفالي هم حياتي كلها.

أهله يقولون اصبري سيتغير، فترة وتعدي.. لكن الكلام سهل و«اللي إيده في النار ليس كالذي يده في الماء البارد».. أشعر بأني كالمسجونة والسبب أطفال.

هل أضحي وأربح نفسي؟ أو بالأحرى بما تبقى من كرامتي وأعود لأهلي وبلدي.. ماذا أفعل.. أرجوك ساعدني..!!

سراب

اسمعي يا سيدتي.. كنت قد قررت عند قراءة رسالتك المرعبة ألا أرد عليها.. لقد وصلتني مئات بل آلاف الرسائل طول عملي بالصحافة.. لكني لم أقرأ أكثر هوانًا وعذابًا من رسالتك، ولو كانت امرأة أخرى مكانك -وسيلومني الكثيرون على ما أقول- لعذبلت هذا الزوج الوقح.. الحقير.. لكن الحل الآن أن تحتالي حتى تأخذي أولادك وتعودي إلى أهلك.. فالحياة مع هذا الـ... لا تستحق أن تعاش.. والله معك.

أشياء أخرى:

«الاعتذار.. تراجع تكتيكي في معركة كلامية خاسرة»