جينات متشابهة = زواجاً ناجحاً!.

عبد الله باجبير

في دراسة أجراها فريق من علماء جامعة «ليفربول» البريطانيَّة، نشرتها دورية (التباينات الشخصيَّة والفرديَّة)، اتضح وجود تشابه في الملامح ونمط الشخصيَّة بين المتزوجين لفترة طويلة، وأنَّه كلما طال أمد الزواج ازدادت قوى التشابه إلى حدِّ التطابق تماماً. واللافت أنَّ دراسة أخرى سابقة أجراها فريق من جامعة «ميتشجان» الأميركيَّة، خلصت إلى النتيجة نفسها، حيث توصلت إلى أنَّ العديد من الأزواج ممن لا يتسمون عند بداية الزواج بأي تشابه بينهما يصبحون متشابهين بعد مرور 25 عاماً على الزواج، إلى جانب أنَّه كلما توافرت السعادة الزوجيَّة زاد حجم التشابه بين الزوجين. ومن التفسيرات التي أوردها علماء هذه الظاهرة أنَّ التجارب الحياتيَّة المشتركة ربما تترك تأثيرها على ملامح الزوجين. وهناك تفسير آخر لهذه الظاهرة يعتقد أصحابه أنَّ اتباع أنظمة غذائيَّة متشابهة ربما يسهم في ظهور التشابه في المظهر، لكن الاحتمال الأكبر بحسب قول الدكتور «روبرت زياونز»، الذي تولى قيادة فريق البحث في الدِّراسة الثانية، يتمثل في أنَّ أحد طرفي العلاقة الزوجيَّة عادة وعلى نحو لا إرادي يميل إلى محاكاة تعبيرات وجه الطرف الآخر، وبمرور السنوات يؤدي ذلك إلى خلق تشابه بين الشكل العام للوجه بالنسبة للزوجين. والسؤال الذي طرح كثيراً على مائدة البحث هو: ربما يكون للتركيب الجيني أيضاً دور في التشابه في الملامح ونمط الشخصيَّة بين المتزوجين لفترة طويلة. وربما الإجابة عن هذا التساؤل الذي يعتريه شيء من الشك تكون لدى أحد الباحثين بجامعة «غرب أونتاربو» في قوله: إنَّ الأفراد يميلون إلى تنمية روابط صداقة أو علاقات عاطفيَّة مع أشخاص يتميزون بتركيب جيني مشابه لهم، خصوصاً أنَّ دراسات علميَّة أخرى توصلت إلى أنَّ الأزواج الذين يتمتعون بتركيب جيني متشابه ينعمون بحياة زوجيَّة أكثر سعادة.. لكن هناك من يشكك في التفسيرات التي أعقبت توصل الباحثين إلى وجود تشابه في الملامح والشخصيَّة بين المتزوجين لفترة طويلة، من بينها أنَّه على الرغم من وجود مثل هذه الحالات التي يتقارب فيها الشبه بين المتزوجين بمرور الزمن، إلا أنَّ هذه الحالات ليست بالكثيرة التي تؤكد ما خلص إليه بعض الباحثين باعتباره حقيقة علميَّة، وأن مثل هذه القليلة ربما لا تعدو كونها مجرد استثناء يخضع للمصادفة أحياناً.

وهناك آخرون يرجعون ذلك التشابه في ملامح الزوجين اللذين أمضيا سنوات زواج طويلة ربما إلى اتفاق الطباع بينهما وبلوغهما درجة عالية من الحبِّ والتفاهم.

والطريف أنَّ أحد المشككين في نتائج الدراستين يرى أنَّ مسألة المحاكاة اللاإراديَّة من أحد الزوجين للآخر ربما تكون سبباً محتملاً لتنامي التشابه بين الزوجين مع تنامي الفترة الزمنيَّة للعلاقة الزوجيَّة، بحيث كلما طال أمد الزواج طال أمد محاكاة أحدهما للآخر، وازداد التشابه وضوحاً بينهما.

 

 

أشياء أخرى..

«العطف: مفتاح ذهبي لكل القلوب»