تصالحي مع الخمسين!

عبد الله باجبير

 

تكافح المرأة كفاحاً مريراً؛ لكي تبدو أصغر سنًا.. وأكثر جمالاً.. وكلما تقدَّمت في السن ازداد الكفاح ضرورة؛ لأنَّها تسبح ضد التيار.. تيار الزمن الذي لا يهزمه أحد. وكلما نظرت المرأة في المرآة، ولاحظت زحف التجاعيد، وترهل الملامح، أصيبت بالذعر، وأسرعت إلى المختصين تشاركهم النصيحة والمشورة.

يحضرني هنا قول الطبيب الفرنسي وخبير التغذية الدكتور «هنري شينو» لا يؤلمني أكثر من امرأة في الخمسين تقاتل؛ لكي تبدو في العشرين من عمرها. والحقيقة التي قد لا تعرفها الكثيرات أنَّ الجمال يزداد مع تقدم السن.. وأعرف فتيات كنَّ مثل الغربان وهن صغيرات فلما كبرن أصبحن كالبلابل.. وعرفت فتيات في سن الصبا كن كـ«المعيز» فلما كبرن أصبحن كالغزلان!

نعم الزمن يضيف إلى جمال المرأة بين الأربعين والخمسين، تصل المرأة إلى قمة جمالها، وتظل تحتفظ بهذا الجمال إلى النهاية.

يشرق الجبين بالمعرفة.. يتألق الشعر.. يستقيم الأنف.. تكتنز الشفتان.. تستقيم الرقبة وترتفع.. تكتسي العظام لحماً.. تتزن الخطوات بالسيقان الملتفة. الزمن إذن ليس ضد جمال المرأة.. إنَّه يضيف إليها ما دامت تهتم بصحتها.. وقوامها، وأناقتها، وما دامت تبتسم للحياة.. وتقبل عليها؟!

وبرأيي فإنَّ سرَّ جمال المرأة فيما بعد سن الشباب أنَّها بمرور الوقت تعرف قيمة الحياة، وقيمة الرجل.. وقيمة نفسها.. المرأة في الخمسين تعرف قيمة اليوم، والشهر، والسنة.. وتعلمها تجربتها في الحياة كيف تكسب الرجل، وكيف تعيش حياتها، وكيف تنفق من أيامها وصحتها بحكمة.

الزمن إذن ليس ضد المرأة.. إنَّه ينضجها أكثر، ويجعلها أكثر جمالاً بعد الخمسين. وللمحافظة على رونق هذه المرحلة ينصح المختصون المرأة بتجنب تناول اللحوم؛ لأنَّها ترهق الجهاز الهضمي وتتحول إلى سموم مختزنة. وكذلك ينصحونها بتناول الخضار والفواكه والقليل من النشويات للتخلص من الدهون. وعدم تعاطي الأدوية غير الضروريَّة، ويؤكد خبير التغذية الفرنسي على فوائد الخميرة؛ من أجل جمال الشعر والبشرة، وكذلك ألا تقل ساعات النوم عن ست ساعات. وأخيراً ينصح الخبراء بأنَّ الحبَّ هو الكلمة السحريَّة التي تحمينا من الشيخوخة، وتجعلنا بروح شابة حتى إن تجاوزنا الخمسين.