الوقت المناسب للمفاوضات الزوجية!

عبد الله باجبير

يخطئ

من يظن أن الحياة الزوجية تسير بقيادة طرف واحد مهما كان قويا، فمهما كانت شخصية أي من الزوجين، فإن كل طرف يحقق أهدافه إذا نجح في فهم مشاعر الآخر، وميوله ومصالحه وأحلامه، وبالتالي على كل من الزوجين، أن يدرك أن التفاوض فيما بينهما يشبه السياسة إلى حد كبير، بمعنى أن على المفاوض أن يكون واقعيا، ويتوخى أهدافا واقعية يمكن تحقيقها، وبما أن النساء هنَّ الأطراف الأضعف بسبب تحكم المشاعر والانفعالات في قراراتهن، فقد أسهب الكثير من الدراسات في سرد طرق تمنحهن الأسلوب الأمثل لممارسة فن التفاوض مع أزواجهن.

صدر مؤخرا في «الولايات المتحدة الأميركية» كتاب للكاتب «لاسي سميث»، تحدث فيه عن التفاوض وكيفية تحقيق مكاسب من خلاله، مؤكدا أن أهم مهارة يجب على الإنسان اكتسابها عند ممارسة فن التفاوض هي فهم لغة المشاعر الإنسانية ووضعها دائما في الحسبان؛ لأنها تشكل أهم العوامل المؤثرة في اتخاذ القرارات.

من المهارات التي يتعين على المرأة اكتسابها أثناء ممارستها في التفاوض مع زوجها، أن تختار دائما الوقت المناسب لبدء عملية التفاوض وألا تتسرع في الطلب في أي وقت بغض النظر عن حالة الزوج المزاجية أو المادية أو الانفعالية، كما يتوجب على المرأة عند التفاوض مع زوجها أن تختار كلماتها بعناية، فاللغة أو الكلمات وسيلة مهمة لكسب تأييد من نتحدث معه، سواء كان الزوج أو الأبناء، ولهذا فإن اختيار الألفاظ التي تستخدمها يحدد مدى قدرتها على تحقيق النتيجة التي ترجوها، وكذلك عليها أن تختار ألفاظها بحيث تكون دقيقة ومحددة، وأن تغلفها بعض المشاعر التي تعبر عن اهتمامها به.

وقد تميل المرأة إلى تحقيق أكثر من مكسب أثناء تفاوضها مع زوجها مرة واحدة، وهو أمر إن نجحت فيه الزوجة فإن نجاحها هذا لن يتكرر دائما، ولذا ينصح الكاتب «لاسي سميث» كل زوجة بأن تركز على الهدف الذي تسعى إليه أولا قبل أن تفكر في مطالب أخرى.

 

ومن الضروري أن تعرف المرأة أن العلاقة الجيدة التي تربطها بزوجها أو بأولادها هي المدخل الأساسي لنجاح عملية التفاوض التي تقوم بها، ولهذا عليها أن تعمل دائما ثقتهم في قدرتها على الاختيار الصائب، واتخاذ القرارات المناسبة.

وربما كثير من الزوجات يعتقدن أن التنازل عن رأيهن سيقلل من شأنهن، ويمس كرامتهن أو كيانهن داخل المنزل، لكن هذا الاعتقاد خاطئ؛ لأنه من الممكن أن يتقن فن التنازل وتوظيفه لصالحهن فيما بعد، ومن ثم لا بأس للزوجة من أن تتنازل من حين إلى آخر عن رأيها؛ حتى لا تُشعِر زوجها والأولاد بأنها تحاول السيطرة، وبالتالي يمكنها الإصرار على رأيها أو موقفها عندما يتطلب الأمر ذلك، وعلى المرأة ألا تنسى أن التنازل يعطي مساحة للتسامح بين الزوجين، مما ينعكس إيجابيا على العلاقة الزوجية.

ويؤكد الكاتب ضرورة أن تفرق المرأة بين أن تكون مفاوضة جيدة، وبين أن تتحول إلى شخصية مساومة تنتهز الفرصة لصالحها دائما من دون النظر لمصالح الآخرين أو مشاعرهم أو احتياجاتهم، فالآخرون يكتشفون سريعا انتهازية من تفعل ذلك، وقد يؤدي ذلك إلى الحذر منهم، وربما رفضهم من البداية، فانتهاز الفرص قد يكون دليلا على الذكاء، لكنه في نفس الوقت دليل على الانتهازية، وفي الواقع أو من المؤكد أن نحقق بعض أهدافنا وليس كلها، ومن الممكن دائما أن نكسب قليلا في كل مرة، وذلك أفضل من كل المكاسب مرة واحدة، ثم نخسر الطرف الآخر «خدي بالك».

 

 أشياء أخرى:

«سهل أن أفرغ عقلي من قلبي.. صعب العكس».