المرأة العاملة أفضل أم!

عبد الله باجبير

 

أظهر بحث إحصائي أجرته الدكتورة فاي جروسي، أستاذة علم النفس بجامعة سميث بالولايات المتحدة الأميركية، أن نحو 42% من الأمهات العاملات أكدن أن العمل جعلهن أمهات أفضل وأكثر تفهمًا لأولادهن، وأن 11% قلن إنهن أصبحن أسوأ، وأن 27% منهن أكدن أن العمل جعلهن أكثر راحة وأكثر قربًا من أولادهن، بينما 61% من ربات البيوت أكدن أنه لو أتيحت لهن فرصة اختيار أسلوب حياتهن فسيخترن أن يكنّ سيدات عاملات.

كما قامت الدكتورة جروسي بعملية إحصاء لعينة من  400امرأة، بعضهن يعمل والبعض الآخر من دون عمل، فوجدت أن العينة العاملة هي الأفضل نفسيًّا، والأكثر سعادة مع أولادهن من أولئك اللائي من دون عمل، وفي سياق تعليقها على نتائج البحث قالت: «إذا أرادت المرأة أن تحب عملها فعليها أن تكوِّن عائلة، وإذا أرادت أن تحب عائلتها فعليها أن تجد عملاً».

تقول المحامية كاترين أندرياك -وهي أمّ لثلاثة أطفال، وإحدى اللاتي شملتهن العينة الخاضعة للبحث- إن عملية الاختيار بين تخصيص ساعات اليوم بأكمله للعمل أو المنزل تجعل المرأة في حالة من الضغط والإحباط، لكن عملية تقسيم الوقت بين البيت والعمل يجعلها أقل إحساسًا بالضغط والإحباط؛ لأنها تهرب من واحد إلى آخر.

وتضيف نانسي توميكبنس، أم لطفلين، أنها اكتشفت الفائدة العظيمة للعمل، فقد اضطرتها الظروف لأن تمكث كربة بيت لمدة 6 أشهر كاملة.. لكن عندما عملت نصف الوقت بعد ذلك، لاحظت أنها عندما كانت تقضي وقتها كله في المنزل أصابها قلق شديد لتركيز انتباهها كله لأولادها ومشاكلهم، وزاد قلقها مع مرور الوقت أنها كانت تذهب إلى الطبيب يوميا ولمدة 5 أيام متوالية إذا اشتكى أحد طفليها من آلام بسيطة في أذنه، لا يحتاج علاجها إلا مجرد مضاد حيوي فقط.

تخلص الدكتورة جروسي من بحثها إلى أن عمل المرأة يجعلها أكثر حيوية وإقبالاً على الحياة، وأكثر سعادة مع أطفالها، وتقول الأم العاملة إنه يمكنها ألا تشعر بالذنب تجاه أطفالها بسبب غيابها عنهم، وإنه يمكنها تعويضهم عن الوقت الذي تتركهم فيه، عن طريق تخصيص وقت لهم لا يشاركها أو يشاركهم فيه أي شيء.

وتنصح الدكتورة جروسي الأم العاملة بضرورة أن تناقش مع أطفالها احتياجاتهم ومشكلاتهم في الوقت المخصص لهم، وألا تشعرهم بأنها متعبة من العمل، وأنها غير قادرة على سماع شكاواهم أو مطالبهم، وأن تشتري لهم الهدايا واللعب والملابس التي يحتاجونها، وأن تسأل عليهم من وقت لآخر أثناء فترة وجودها بالعمل. وتنصح الدكتورة جروسي الأم العاملة أيضا بأن تهتم بتجهيز احتياجات أطفالها على الوجه الأكمل، حتى لا يشعروا بإهمالها لهم، كذلك بضرورة أن تقضي الإجازة مع أطفالها في أماكن جميلة خارج المدينة، وألا تنسى أن تشرح لأطفالها قيمة العمل وأهميته لكل إنسان.