أنا وأنت اثنان

أميمة عبد العزيز زاهد
سيدي إن العالم يتكون من ثنائي هما أنت وأنا... والحياة مشاركة متبادلة بين طرفين هما أنا وأنت فلا تحاول أن تمثل علي دور المحب، وتكذب علي باسم الحب، ولا تستهن بكياني؛ لأني لا أجيد التمثيل ولا أعرف الكذب ولا أحب الخداع، فتلك صفات ليست في تفكيري وهذا الطريق ليس طريقي. وبما أنك القائد والمبادر، اسمعني لأسمعك...افهمني لأفهمك...ادفعني للأمام لأدفعك...ارفعني لأرفعك... احترم خصوصياتي أحترم خصوصياتك...شاركني سعادتي أشاركك أفراحك...واسني في أحزاني أراعك في أزماتك... قّدر صمتي لأقدر سكونك...حاورني بمنطق أناقشك بحكمة... أغدق علي عطفك أروك بكل حناني... المس أنوثتي لأحس برجولتك... تجاوز عن تقصيري لأتسامح عن هفواتك... قدر موقفي أقدر موقفك...أعلن مكنوناتك لأبوح بمكنوناتي...أشعرني بحاجتك لي لأشعرك بحاجتي لك...لا تطلب منى الرعاية والاهتمام وأنت لا مبال... حاسب نفسك قبل أن تحاسبني...درب نفسك على العطاء لأوظف كل حواسي في خدمتك...عود نفسك على الإحسان أجاهد نفسي على برك... ولا تملّني فأملك...لا تهجرني فأغادرك... لا تكن ديكتاتوريًا لأكون ديمقراطية... أسعدني لأ فديك بكل ما أملك وأسعدك...لا تبخل بمشاعرك لأغرقك في عواطفي وأحاسيسي... واجهني بصدق وعاتبني بحب ولا تستغل طيبتي، ولا تتركني فريسة للهموم فالحب يموت إذا عاش في حيرة وقلق... احرص على مشاعري وعواطفي وآدميتي وإنسانيتي، واسع أن تكون عادلاً معي لأصنع معك عالمًا يزخر بالعطاء والحب والحنان. ولا تظن بأن كل احتياجاتي منك أن تكون لي مجرد صراف إلكتروني توفر متطلباتي المادية وأنت غائب بروحك وكيانك وعواطفك...احذر أن تظلمني فأنا أكره أن أكون ظالمة، فالحب لا ينمو إلا بالاهتمام والود، والألفة والتفاهم... كن لي عبدًا أكن لك جارية... كن لي أبًا أكن لك أمًا...كن لي وليفًا أكن لك حبيبة. لا تطلب منى أن أكون المبادرة، ولا تنتظر أن تكون البداية من طرفي؛ لأنها بيديك دلني على الطريق لحظتها سأسير معك وبجانبك معصوبة العينين واثقة الخطى. أن أكون أنا أنت، أو تكون أنت أنا، فهذا هو المستحيل، فأنت وأنا اثنان ولن نكون واحدا، والواقع يقول إن كلاً منا له تكوينه وشخصيته ولن نتطابق، ولكن سيكمل كل منا نقص الآخر، قرأت عبارة للكاتب والأديب الراحل أنيس منصور يقول فيها: إن حب الرجل هو الذي يصنع شيئًا جديدًا، ولكن حب المرأة يبني أسرة جديدة، والمرأة بطبعها مخلصة للرجل، إنها لا ترى سواه ولا تسمع أحدًا غيره فعواطفها تسير في اتجاه واحد نحو الرجل الذي تحبه…إن قلبها كالراديو الذي لا يذيع إلا لمحطة واحدة هي رجلها، أما الرجل فهو مخلص أيضا للمرأة ولكن على طريقته هو…وهو يتمشى مع طبيعته فهو من الممكن أن يحب المرأة ويخلص في هذا الحب، ولكنه مع ذلك من الممكن أن يعرف غيرها من النساء، فهو كالراديو الذي يذيع لجميع المحطات، وأنا لن أكون إلا لرجل لا يملك إلا محطة واحدة؛ لأني متأكدة بأنها ستكفيه عن باقي المحطات..