يُعد يوليوس قيصر أحد أكثر الشخصيات الرائعة والغامضة في التاريخ. حيث يتبادر إلى ذهنك كثير من الاسئلة المدهشة الخاصة بشخصيته فهل كان قاسياً أم رومانسيًا يفيض قلبه رقة ورحمة؟ هل كان ماكرًا مدبرًا يدير خططًا للاستيلاء على السلطة في روما أم أنه أُجُبر على اتخاذ قراراته بسبب تصرفات مجلس الشيوخ بروما بذلك الوقت؟ وهل كان اغتياله مجرد محاولة يائسة أخيرة لإنقاذ روما، أم أنه عمل غيور مرير حدث عدوانًا وغدرًا؟
هذه أسئلة لا يمكن الإجابة عليها حقًا، ولكن معالجتها فقط من خلال التخمينات المتحمسة. ومع ذلك، هناك شيء واحد مؤكد، وهو أن يوليوس قيصر كشخص بشخصيته الفريدة كان أكثر تعقيدًا بأكثر مما نتخيل، بالسياق التالي سيدتي تحدثك عن 6 حقائق فريدة عن يوليوس قيصر من موقع thecollector.com
-
لم يولد بعملية قيصرية
يوليوس قيصر - تعبيرية - المصدر: pexels by skitterphoto-
وصل جايوس يوليوس قيصر إلى العالم في 13 يوليو 100 قبل الميلاد، ولكن، خلافًا للاعتقاد السائد، فمن غير المرجح أنه ولد بعملية قيصرية. على الرغم من أن هذا الإجراء كان موجودًا في ذلك الوقت، (فقد كانت الولادة القيصرية يُلجأ لها عندما تموت المرأة الحامل أثناء الولادة أو تحتضر، وفي محاولة لإنقاذ طفل كان يفتح بطن السيدة لإخراج الطفل) وفي الواقع، عاشت والدة قيصر، أوريليا، حتى عام 54 قبل الميلاد، أي بعد ما يقرب من نصف قرن من ولادة ابنها.
وبحسب بعض المصادر فإن أصل اسم قيصر يعود إلى أحد أسلاف قيصر الذي كان "قيصر" (وتعني "قطع" باللاتينية) من بطن أمه، وهناك معنى آخر هو طويل الشعر المتدفق، ويُقال أن قيصر ولد بشعر ناعم طويل ولم يولد بلا شعر كأغلب المواليد.
-
لم يرغب أن يكون ملكًا
دخل يوليوس قيصر بسرعة إلى المشهد السياسي الروماني بفضل روابطه العائلية القوية. لقد تمتع بمهنة ممتازة كسياسي وجنرال. إلا أنه أثار كراهية العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الروماني بسبب شعبيته بين شعب روما وجنودها، بعد حرب أهلية طويلة ووحشية ضد صديقه السابق ووالد زوجته، بومبي العظيم، انتصر قيصر وعاد إلى روما وهو يمتلك سلطة غير محدودة تقريبًا. وعلى الرغم من إصراره على أنه لم يكن ملكًا ولا يرغب في أن يصبح ملكًا، إلا أن السياسيين الرومان كانوا متشككين في دوافعه ونواياه، وشكلوا مؤامرة لقتله في قاعة مجلس الشيوخ.
ويمكنك التعرف على طرق أباطرة روما القديمة الأكثر غرابة لتولي العرش!
-
كان مفتونًا بالإسكندر الأكبر
نشأ قيصر بعهد الرومان وهو يقرأ عن مآثر الإسكندر الأكبر، الجنرال المقدوني الشاب الذي غزا بلاد فارس وشكل أعظم إمبراطورية في عصره، كل ذلك قبل وفاته المبكرة قبل عيد ميلاده الثالث والثلاثين. وعندما بلغ قيصر حوالي الثامنة والثلاثين من عمره، تم تعيينه ليحكم المقاطعة الرومانية في إسبانيا.
وفي أحد الأيام، أثناء زيارته لمعبد هرقل في مدينة جاديس الإسبانية الكبيرة، رأى تمثالًا للإسكندر هناك، فسقط يبكي أمامه، متأسفًا لأنه كان أكبر سنًا من الإسكندر عندما حكم معظم البلاد.
-
تم اختطافه من قبل القراصنة.
في عام 75 قبل الميلاد، انطلق يوليوس قيصر، الذي كان في منتصف العشرينات من عمره، من روما إلى جزيرة رودس في بحر إيجه، وهي مركز تعليمي مشهور حيث خطط للدراسة مع أبولونيوس، وهو خطيب يوناني كان من بين طلابه شيشرون، الذي أصبح واحدًا من أشهر خطباء روما القديمة. ومع ذلك، على طول الطريق إلى رودس، تم اختطاف سفينة قيصر من قبل القراصنة قبالة الساحل الجنوبي الغربي لآسيا الصغرى، وطالبوا بفدية، رد قيصر بالضحك عليهم عندما علم باختطافهم. وأخبرهم أنهم لا يعرفون من أسروا للتو، رحل أصدقاء قيصر لجمع الفدية، بينما ظل قيصر نفسه أسيرًا لدى القراصنة. واستخدم وقت فراغه لممارسة الخطب والشعر، وغالبًا ما كان يقرأ أعماله بصوت عالٍ للقراصنة الذين كانوا يستمتعون بما يقول حتى أنهم سمحوا له بالتجول بحرية بين قواربهم وجزرهم. وكان يشاركهم في تمارينهم وألعابهم الرياضية، وكان يرسل رسائل يطالبهم بالصمت وليكفوا عن إزعاجه وهو نائم وكان يتوعدهم أنه سيصلبهم جميعاً.
كان القراصنة يسخرون من تهديداته، ولكن كان ينبغي عليهم أن يأخذوها على محمل الجد. فعندما أحضر أصدقاؤه الفدية وأطلقوا سراحه، أبحر قيصر إلى أقرب ميناء، وتمكن من جمع قوة خاصة، وأبحر عائداً إلى مخبأ القراصنة، وهزمهم وأسرهم، ونفذ وعده بصلب كل واحد منهم، وأمر بقطع حناجرهم فقد كانوا يزعجون نومه.
-
كانت حياته العاطفية معقدة.
- الزوجة الأولى: تزوج قيصر من زوجته الأولى، كورنيليا، عام 84 قبل الميلاد، عندما كان مراهقًا. وفي غضون عدة سنوات، أصبح جنرال يُدعى لوسيوس كورنيليوس سولا ديكتاتورًا للجمهورية الرومانية وأمر بإعدام أي شخص يعتبره عدوًا للدولة. وكان والد زوجة قيصر، لوسيوس كورنيليوس سينا، منافسًا لسولا. ونتيجة لذلك، أمر سولا قيصر بتطليق كورنيليا، لكن قيصر رفض وهرب. في نهاية المطاف، أقنع بعض أصدقاء قيصر وأقاربه المؤثرين سولا بالسماح لقيصر بالعودة إلى روما، ليعود لكورنيليا حبيبته وقد رزق الزوجين بابنة هي جوليا قيصر.
- الزوجة الثانية: بعد أن توفيت كورنيليا ليتزوج قيصر من بومبيا، حفيدة سولا. إلا أنه طلقها بعد علمه بأن رجل آخر يحبها معلنًا أن زوجته "يجب أن تكون فوق الشبهات"
- الزوجة الثالثة: تزوج قيصر من زوجته الثالثة، كالبورنيا، في عام 59 قبل الميلاد، عندما كانت مراهقة وظل متزوجًا بها حتى وفاته.
من المعروف أن يوليوس قيصر كان يحب كثير من النساء ومنهن كليوباترا السابعة، الملكة المصرية، وامرأة تدعى سيرفيليا، وكانت توصف بأنها "حب حياته". فقد أحضر لها لؤلؤة سوداء جميلة تبلغ قيمتها أكثر من ستة ملايين سيسترس، المدهش أن ابنها بروتوس غدر به وشارك في قتله عام 44 قبل الميلاد، وقال عبارته الشهيرة "حتى أنت يا بروتوس" فقد كان يعتبره ابنه المقرب ولم يتوقع خيانته..
-
يعتبر والد السنة الكبيسة.
قبل وصول يوليوس قيصر إلى السلطة، استخدم الرومان نظام تقويم يعتمد على الدورة القمرية، والتي كانت تنص على أن هناك 355 يومًا في السنة. وكان هذا النظام أقصر بـ 10 أيام ونصف من السنة الشمسية، وهو مقدار الوقت اللازم للأرض للقيام بدورة كاملة حول الشمس، و كان التقويم مربكًا، وبعيدًا عن التناغم مع الفصول، وبعد التشاور مع عالم الفلك سوسيجينيس، طبق قيصر نظامًا جديدًا، وهو التقويم اليولياني، والذي دخل حيز التنفيذ في عام 45 قبل الميلاد. وكان مكونًا من 365 يومًا في السنة. كان المقصود من التقويم أن يكون متزامنًا مع الدورة الشمسية. ونظرًا لأن السنة الشمسية الفعلية يبلغ طولها 365 يومًا، فقد أضاف قيصر أيضًا يومًا إضافيًا، يسمى اليوم الكبيس، كل أربع سنوات لتعويض الفارق.
ظل التقويم اليولياني هو المعيار حتى أواخر القرن السادس عشر، عندما تم تقديم نسخة معدلة قليلاً من النظام، تُعرف باسم التقويم الغريغوري. واليوم، يعد التقويم الغريغوري هو التقويم المدني الأكثر استخدامًا في العالم
